وتعود تفاصيل الواقعة إلى يوم الثلاثاء، عندما سُئلت كلودين غاي التي تترأس الجامعة الأمريكية هارفارد منذ يوليو عام 2023 إن كان في الدعوات إلى "إبادة جماعية" لليهود انتهاك لقواعد السلوك في هارفارد، لم تحمل إجابتها موافقة مباشرة.
وقالت غاي في مقابلة نشرتها صحيفة "هارفارد كريمسون" الطلابية في الجامعة في مقابلة نشرت اليوم الجمعة: "أنا آسفة".
وأضافت: "كان يجب أن يكون ذهني حاضرا في تلك اللحظة لأقوم بالعودة إلى الحقيقة التي ترشدني، وهي أن الدعوات إلى العنف ضد مجتمعنا اليهودي والتهديدات الموجهة لطلابنا اليهود لا مكان لها في جامعة هارفارد، ولن تمر دون أن يتم التصدي لها".
وواجهت غاي والمشاركان الآخران في جلسة الاستماع التي استمرت خمس ساعات، رئيسا جامعة بنسلفانيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (أم آي تي)، انتقادات حادة بسبب ردودهم على أسئلة عضوة الكونغرس الجمهورية إليز ستيفانيك.
ودعت ستيفانيك التي درست في هارفارد رؤساء هذه الجامعات إلى الاستقالة، وأعلنت يوم الأربعاء أن لجنة التعليم في مجلس النواب "ستفتح تحقيقا رسميا" في الكونغرس بحق الجامعات الثلاث "يتمتع بسلطة إصدار مذكرات استدعاء".
وقد تشارك الحزبان الديمقراطي والجمهوري توبيخ رؤساء الجامعات الثلاث، فيما أصدر الرئيس جو بايدن بيانا اعتبر فيه أن "الدعوات إلى الإبادة الجماعية وحشية، وتتناقض مع كل ما نمثله كدولة".
وقد اندلعت الحرب في غزة ردا على عملية أطلقتها "حماس" في السابع من أكتوبر في إسرائيل، أوقعت 1200 قتيل بينهم مئات العسكريين، بحسب السلطات الإسرائيلية، كما اقتادت خلاله الحركة نحو 240 رهينة إلى غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة يوم الجمعة ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 17487 قتيلا، نحو 70% منهم من النساء والأطفال.
وأججت الحرب التوتر في العديد من الجامعات الأميركية حيث خرجت تظاهرات حاشدة.
وخلال جلسة الاستجواب في الكونغرس، شبّهت ستيفانيك دعوة بعض الطلاب المتظاهرين إلى "انتفاضة" جديدة، في إشارة إلى الانتفاضة الفلسطينية ضد إسرائيل عام 1987، بالتحريض على "ارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب اليهودي في إسرائيل والعالم".
وعندما سئل رؤساء الجامعات ما إذا كان هناك في "الدعوة إلى إبادة جماعية ضد اليهود" انتهاك لقواعد السلوك في جامعاتهم، أجابوا أن ذلك يعتمد على السياق الذي تأتي فيه.
وذكرت غاي أنه: "عندما يتحول الخطاب إلى سلوك ينتهك سياساتنا، بما في ذلك السياسات ضد التنمر أو المضايقة أو الترهيب، فإننا نتخذ إجراءات".
وفي تعليقاتها التي نشرتها صحيفة "كريمسون" يوم الجمعة، أوضحت غاي أنها في تلك اللحظة من إدلائها بأجوبتها دخلت في "حوار شرس وواسع حول السياسات والإجراءات".
وأضافت: "عندما تضخم الكلمات الحزن والألم، لا أعرف كيف يمكن أن تشعر بأي شيء سوى الندم".
المصدر: "فرانس برس"