وذكرت "بوليتيكو" نقلا عن ثلاثة مصادر وصفتهم بالمطلعين على الاتصالات بين الجانبين الأمريكي والإسرائيلي أن المعلومات تضمنت إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لعدد من المرافق الطبية ومعلومات عن تحركات مجموعات الإغاثة في غزة للحكومة الإسرائيلية لمدة شهر على الأقل.
وأفاد التقرير بأنه ومع ذلك شنت إسرائيل عمليات ضد حماس في مواقع المساعدات أو بالقرب منها، بما في ذلك المستشفيات، مما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين وتدمير المباني والحيلولة دون وصول المنظمات للوقود والإمدادات الحيوية.
وأشار التقرير إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة قد أعدت قائمة رسمية "ممنوع الضرب" أم أنها قدمت توجيهات لمرة واحدة، موضحة أن المسؤولين ساعدوا في نقل إحداثيات المجموعات التي تقدم الغذاء والرعاية الطبية في غزة وتعمل خارج المستشفيات والمكاتب الصغيرة وتعيش في دور الضيافة.
ومن بين المواقع المقدمة للحكومة الإسرائيلية مرافق طبية، بما في ذلك مستشفى الشفاء، الذي سيطرت القوات الإسرائيلية على أجزاء منه في 15 نوفمبر.
وأشارت المصادر إلى أن عدم الكشف عن هوياتهم يعود إلى خشيتهم من أن يؤدي حديثهم علنا إلى زيادة صعوبة عمل منظمات الإغاثة في غزة.
وقالت الصحيفة إن القصف الإسرائيلي المستمر لهذه المرافق الإنسانية يثير المزيد من الأسئلة حول ما إذا كانت واشنطن تتمتع بالنفوذ السياسي الذي يريده الكثيرون في الإدارة مع إسرائيل، مؤكدة أن الفجوة كبيرة بين واشنطن وتل أبيب بالنظر إلى أن الهدف هو حماية عمال الإغاثة وهو أحد المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي.
وأوضحت أن إدارة بايدن ربما تحاول من وراء الكواليس لكنها لا تصل إلى أي نتيجة.
وتقول المنظمات الإنسانية في غزة إنها تعتمد في المقام الأول على نظام الأمم المتحدة وترسل إحداثياتها إلى الولايات المتحدة ومباشرة إلى الحكومة الإسرائيلية كحل مؤقت في محاولة لمنع وقوع المزيد من الضحايا المدنيين في ظل القصف المكثف.
وقالت جماعات الإغاثة، وخاصة تلك العاملة في مستشفيات غزة، إن العمليات الإسرائيلية جعلت من المستحيل تقريبا الاستمرار في تقديم الرعاية للمرضى، بما في ذلك الأطفال المبتسرين (الأطفال الذين يولدون قبل أوانهم أو فيما يعرف بالولادة المبكرة).
وقالت الدكتورة أمبر عليان الطبيبة في منظمة "أطباء بلا حدود"، "لقد أمضيت حياتي المهنية بأكملها في العمل على الرعاية الطبية بشكل أساسي في مناطق النزاع، ولم أر شيئا كهذا من قبل".
وأضافت "لا يقتصر الأمر على الهجمات على المباني التي ينبغي أن تكون آمنة، مثل المستشفيات والمدارس، بل إنها أيضا تجعل السكان بأكملهم بدون طعام أو ماء أو وقود لأكثر من شهر".
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن الجيش الإسرائيلي لم يستجب لطلبات التعليق.
وقالت جيسيكا جينينغز، المتحدثة باسم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التي تدعم بعض منظمات الإغاثة العاملة في غزة، إن الولايات المتحدة تتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الإسرائيلية في حماية الحركات الإنسانية والمدنية والبنية التحتية، لكن مسؤولا في الأمم المتحدة مطلع على عمليات اللاجئين في غزة، قال إن إسرائيل غالبا ما تحدد الأهداف على أنها تستحق الضربات على الرغم من وجود موقع أو نشاط إنساني قريب.
وقال المسؤول الأممي الذي طلب عدم الكشف عن هويته "نحن لا نتفق مع ما يعتبرونه أضرارا جانبية أو ضرورة عسكرية".
ولليوم الـ47 من الحرب في غزة، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في القطاع، في وقت تواصل الفصائل الفلسطينية التصدي وقصف القوات الإسرائيلية المتوغلة.
وخلفت الحرب المدمرة على غزة أكثر من 14 ألف قتيل بينهم 5800 طفل وأكثر من 3 آلاف امرأة.
أما على الجانب الإسرائيلي فقد قتل أكثر من 1200 شخص وأصيب أكثر من 5 آلاف آخرين بجروح، إلى جانب مقتل 390 جنديا إسرائيليا.
جدير بالذكر أن خبراء في الأمم المتحدة أكدوا أن الحرب الإسرائيلية في غزة يمكن أن تتصاعد إلى إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، مشددين على أنه يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات عاجلة لضمان وقف إطلاق النار.
المصدر: "بوليتيكو"