في تلك المظاهرة الحاشدة التي كرست على أنها "مسيرة ضد الموت"، حاول مئات الآلاف من الأمريكيين إيصال أصواتهم إلى رئيسهم حينها ريتشارد نيكسون، بأنه الوقت حان لوقت تلك الحرب الدموية والوحشية والتي لا معنى لها.
علت حناجر المشاركين في تلك المظاهرة الاحتجاجية تردد كلمات أغنية جون لينون "امنح السلام فرصة"، فيما رفعت لافتات بالكثير من المعاني المنددة بالحرب مثل "الحرب خطرة على الأطفال والكائنات الحية الأخرى".
التظاهرة جاءت ضمن سلسلة طويلة من الاحتجاجات في الولايات المتحدة ضد الحرب في فيتنام، لا سيما بعد أن تسربت المعلومات عن المذابح الوحشية التي ارتكبت بحق الفيتناميين العزل في أكثر من قرية ومدينة، علاوة على قوائم الموت الطويلة العسكريين الأمريكيين الذين قتلوا هناك. هؤلاء كانت أسماؤهم حينها ترفع في هذه التظاهرات إلى جانب أسماء المدن الفيتنامية المدمرة، إضافة إلى تساؤل مرير وضع تحت صورة لأطفال فيتناميين يقول: "كم من مزيد يجب أن يموت؟".
وعلى الرغم من سلمية هذه التظاهرة، إلا أنه بعد انتهائها، توجه عدة آلاف من المشاركين إلى مبنى وزارة العدل الأمريكية. هناك شرع البعض في إلقاء الحجارة وردت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع.
تلك التظاهرة الاحتجاجية على الحرب في فيتنام لم تتمكن بالطبع من وقف الحرب لكنها أسهمت في الضغط على السلطات الأمريكية لوضع حد لتلك الحرب الوحشية، الأمر الذي حصل في عام 1975.
في تلك الأيام كان الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في عالم آخر يحاول استمالة ما يسميها بـ"الأغلبية الصامتة " من الشعب الأمريكي، وهؤلاء باعتقاده، كان يجب أن يدعموا الحرب في فيتنام، في حين أن نائبه وقتها جيرالد فورد كان وصف منتقدي الحرب والسياسية الأمريكية بأنهم متعجرفون وحاقدون!
738 مليار دولار هي مجموع ما أضاعت الولايات المتحدة من أموال دافعي الضرائب على الحرب في فيتنام بين عامي 1955 – 1975، علاوة على مقتل حوالي 58000 عسكري أمريكي، وملايين عديدة من الفيتناميين.
القادة العسكريون الأمريكيون في تلك الحقبة، خرجوا بتصريحات لا حدود للغطرسة فيها، كما هم عليه الآن أيضا.
من ذلك أن الجنرال الشهير في سلاح الجو الأمريكي ناثان توينينغ، كان صرح بعنجهية قائلا: "لولا السياسيين، لكنت أنهيت الحرب ذات مساء جيد بقصف روسيا".
أما الجنرال وليام ويستمورلاند، قائد القوات الأمريكية في فيتنام، فقد وجد طريقا قصيرا للانتصار في فيتنام ودعا وإلى اللقاء باستخدام الأسلحة النووية!
المصدر: RT