وتصف الصحيفة الإلكترونية خطأ السياسة الأمريكية حيال الصراع الإسرائيلي العربي بأنه يتمثل في أن الكلام في البيت الأبيض منفصل عن الأفعال، فيما الوعود الرنانة تبقى مجرد كلام.
وتمضي الصحيفة الإلكترونية أبعد من ذلك وتقول إن الولايات المتحدة أصبحت اليوم القوة الأكثر عجزا في العالم، لعدم تأثيرها وخاصة على الصراع في الشرق الأوسط، وإنها في العموم تدعم إراقة الدماء في فلسطين، ووضعها هش حيال هذه القضية.
الصحفي مكسيم ماكاريتشيف في بوابة "RG " يعتقد بدوره أن "خلافا متزايدا" حول مستقبل غزة يتصاعد بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مشيرا إلى أن الحرب الإسرائيلية في غزة تثير "تساؤلات حول الكيفية التي يجب أن يحكم بها القطاع الساحلي بعد انتهاء القتال، ما يكشف عن خلاف متزايد بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين حول هذه القضية".
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومسؤولون أمريكيون آخرون قد صرحوا بأن، إسرائيل يجب ألا تحتل قطاع غزة وأن الفلسطينيين يجب أن يحكموا القطاع.
هذا التصريح جاء في ضوء تزايد التشدد في مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيال هذه المسألة، وإعلانه مؤخرا "موقفا راديكاليا" فحواه أن إسرائيل ستفرض سيطرتها الكاملة على غزة "بعد تصفية حماس" ونهاية الحرب، وهي لا تنوي الاعتماد على قوات دولية كما جرى الحديث سابقا في بعض الأوساط.
أما جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض فقد أفاد الأسبوع الماضي بأن الولايات المتحدة تجري "مناقشات نشطة" مع السلطات الإسرائيلية بشأن هذه القضية، إلا أنه امتنع عن الحديث عن نوايا إسرائيل المحددة.
هذا الحوار المتواصل بين واشنطن وتل أبيب، علّق عليه بول فريتز، أستاذ العلوم السياسية بجامعة "هوفسترا" بالقول إن ما يجري بين الطرفين عبارة عن مساومة بين حليفين يسعيان إلى تحقيق أهداف مختلفة، مضيفا قوله: "هناك بالتأكيد خلافات خطيرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فضلا عن دول أخرى في المنظومة الدولية، لكن مثل هذه الدبلوماسية الهادئة التي تجري يمكن أن تؤتي ثمارها".
تفجر الصراع حول غزة بطريقة كارثية ودموية أعاد القضية إلى أصل المشكلة والمتمثل في التوقف الطويل لجهود التسوية وتخلي الولايات المتحدة عن التزاماتها، فيما تواصلت القبضة الحديدية الإسرائيلية في الضفة الغربية وحول القطاع بحصار مزمن خانق.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في هذا السياق رأى وجود "حاجة إلى مفاوضات جادة لحل مشكلة الدولتين".
مع ذلك تراكمت المشاكل من كل الجهات، بما في ذلك التساؤل عن مدى قدرة إدارة بايدن على تولي مثل هذه المهمة الصعبة والمعقدة، في ضوء الشكوك بمدى كفاءة واستقلالية الرئيس الأمريكي، خاصة أن استطلاعا للرأي أجراه مطلع نوفمبر مركز أسوشيتد برس-نورك لأبحاث الشؤون العامة، قد أظهر أن ما يقرب من ثلثي الأمريكيين لا يوافقون على طريقة تعامل بايدن مع الصراع بين إسرائيل وحماس، في حين أن 60 بالمئة من الأمريكيين الذين أخذت آراؤهم في العينة، غير راضين بشكل عام عن الطريقة التي يؤدي بها بايدن وظيفته كرئيس للبلاد.
وعلى الرغم من الضبابية والتعتيم والدعم المطلق الذي تحظى به إسرائيل رسميا في أوساط الدول الغربية، إلا أن أعدادا متزايدة من الخبراء تحذر من أن الولايات المتحدة وإسرائيل تخسران حتى الحرب الإعلامية حول غزة مع انكسار احتكار وسائل الإعلام الكبرى وظهور بدائل شعبية لها على الإنترنت.
موقع "defenseone" يستعين في هذا السياق متحدثا عن الكم الهائل من الأخبار المتناقضة المتداولة عن غزة، باقتباس شهير للواعظ البريطاني تشارلز هادون سبورجون من القرن التاسع عشر حيث يقول: "بينما الحقيقة ترتدي حذاءها، يمكن للكذبة أن تجتاز نصف العالم في ترحالها".
المصدر: RT