وفي التقرير المنشور اليوم الخميس 28 سبتمبر، يعترف نائب قائد جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية الجنرال فاديم سكيبيتسكي بأن اكتشاف رتل من الدبابات أو رتل من القوات الأوكرانية المتقدمة يمكن اكتشافه في ظرف 3-5 دقائق، واستهدافه في 3 دقائق أخرى"، لهذا أصبحت القدرة على البقاء أثناء الحركة لا تزيد عن 10 دقائق، وأصبح "تحقيق المفاجآت أمرا صعبا للغاية".
ويتابع التقرير أن "الثورة التكنولوجية التي أشعلها الصراع الأوكراني تدعو إلى التشكيك في جدوى بعض المفاهيم الأساسية للعقيدة العسكرية الأمريكية"، وهو ما يؤثر بطبيعة الحال على النصائح التي يعطيها المستشارون الأمريكيون لزملائهم الأوكرانيين.
ويشير التقرير إلى أن بعض الجنود يقولون إن مناورات الأسلحة المشتركة باستخدام مجموعات كبيرة من المركبات المدرعة والدبابات لتحقيق اختراقات سريعة، وهو ما توقعته واشنطن وحلفاؤها من الهجوم الأوكراني المضاد هذا الصيف، لم تعد ممكنة من حيث المبدأ. والنتيجة الحتمية، وفقا للقادة الأوكرانيين، هي أن الصراع لن ينتهي قريبا.
وقد صرح قائد جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية الجنرال كيريل بودانوف: "لسوء الحظ، فإن معظم هجومنا الآن يتم سيرا على الأقدام".
ويؤكد التقرير على أن العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا هي صراع لم يشهده الجيش الأمريكي منذ كوريا في الخمسينيات، حيث تشكل التدريب العسكري الغربي الحديث، والمشتريات الدفاعية، من خلال عقود على عمليات مكافحة التمرد ضد خصوم أضعف بكثير في أماكن مثل العراق وأفغانستان، وهو ما أدى إلى التركيز على أنظمة الأسلحة المكلفة والمتطورة التي لا تدوم طويلا في صراع واسع النطاق مع خصم قوي.
من جانبه يقول تاراس شموت مدير مؤسسة Come Back Alive، التي تعمل على جمع الأموال لتزويد الوحدات الأوكرانية بطائرات مسيرة ومركبات وأسلحة: "إن كثيرا من المدرعات الغربية لا تعمل هنا لأنها لم تصنع من أجل الدخول إلى حرب شاملة، ولكن لصراعات ذات كثافة منخفضة أو متوسطة. فإذا قمت بزجها في هجوم جماعي، لن يكون لها أي نتيجة. وحتى أغلى الدبابات أثبتت أنها معرضة للألغام الأرضية".
والنتيجة الطبيعية، وفقا لشموت، أن ينصب التركيز على تزويد قوات الخطوط الأمامية بكمية أكبر من أرخص وأبسط هذه الأنظمة، وهو الدرس التاريخي الذي يعود بالذاكرة إلى الحرب العالمية الثانية، عندما كانت دبابات T-34 السوفيتية ودبابات "شيرمان" الأمريكية الصنع أدنى بكثير من "ليوبارد" الألمانية، إلا أنه كان من الممكن إنتاجها بكميات كبيرة، ونشرها في الميدان بأعداد أكبر بكثير، ويمكن إصلاحها بسهولة أكبر في الميدان.
إضافة إلى ذلك، يشير التقرير إلى أن التشويش الروسي على إشارة نظام تحديد المواقع العالمي GPS، وهي المشكلة المتزايدة بالنسبة للأسلحة المصنعة في الغرب (مثل صواريخ "هيمارس" والقذائف الدقيقة والقنابل الموجهة)، يضطر الطيار أن يقود الطائرات المسيرة بصريا، باستخدام خريطة القمر الصناعي على شاشته، ومقارنتها مع بث الكاميرا.
المصدر: Wall Street Journal