وتحدث الباحث السعيد لـRT عن أحداث العنف والاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في فرنسا، على إثر مقتل المراهق على أيدى الشرطة الفرنسية، مشيرا إلى أن الشارع في فرنسا تلقف حادثة إطلاق الشرطي النار على الفتى نائل لمخالفته قانون المرور وقتله، في حين لا يستدعي الأمر إطلاق النار أصلا.
ولفت السعيد إلى أن هذه الموجة تأتي بعدما نجح الرئيس الفرنسي ماكرون في احتواء أزمات أصحاب "السترات الصفر" والمحتجين على تعديل قانون التقاعد بعدها.
حلول ماكرون التعسفية
وأضاف: "لكن حلول ماكرون التعسفية أبقت على الغضب كامنا وينتظر فرصة للانطلاق مجددا. والوضع الآن مواتٍ لأزمة تتجاوز في حدتها أحداث انتفاضة الضواحي عام 2005، التي كشفت عن هوّة عميقة بين الجيل الجديد من الفرنسيين من أصول جزائرية ومغربية وإفريقية، تؤكد فشل المجتمع الفرنسي على مدار عقود طويلة في استيعابهم، بل زاد تهميشهم والنظرة العنصرية تجاههم، وإلقاء اللوم عليهم لأنهم الأقل تعليما والأكثر فقرا ولجوءا إلى الجريمة، ويسكنون الضواحي المحيطة بباريس، وبادلتهم الضواحي مشاعر العداء الخفي حينا، والظاهر أحيانا".
فرنسا مؤهلة لاضطرابات عنيفة
وأردف: "مع تنامي الأزمة الاقتصادية مع الحرب في أوكرانيا، وصعود اليمين ومعه الطفح العنصري، باتت فرنسا مؤهلة لاضطرابات عنيفة، مالم تغير الحكومة سياساتها، لكن ماكرون يزداد عنادا، وهو ما ظهر في إصراره على تمرير تعديلات قانون التقاعد رغم الرفض الشعبي الواسع، ليوفر عدة مليارات من النفقات على أصحاب المعاشات، ويصر على المواجهة الأمنية للاحتجاجات والإضرابات، مراهنا على يأس المحتجين، وانفراط تجمعاتهم".
شبان الضواحي الأكثر جرأة
وخلص للقول إن "شبان الضواحي الأكثر جرأة وبأسا، ظهروا لماكرون ووضعوه في مأزق أخطر، مما دفعه للاستعانة بالعربات المدرعة وشن حملات الاعتقال الواسعة التي طالت أكثر من 1300 شخص، أملا في وأد نيران الغضب قبل أن تتمدد وتطيح به".
المصدر: RT
القاهرة – ناصر حاتم