وقال لافروف إن "حكومتي جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي لديهما اتصالات رسمية مع قيادتنا.. وبناء على طلبهم، يعمل عدة مئات من الجنود، على سبيل المثال، في جمهورية إفريقيا الوسطى كمدربين، وهذا العمل، بالطبع، ستتم مواصلته."
وأشار الوزير إلى أن جمهورية إفريقيا الوسطى، إلى جانب مالي، كانت من تلك الدول التي لجأت رسميا إلى شركة "فاغنر" العسكرية الخاصة "مع طلب ضمان سلامة قيادتها". موضحا أن هذا الاقتراح، تم تلقيه على مستوى الحكومة "في مرحلة تم فيها التخلي ببساطة عن جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي من قبل الفرنسيين والأوروبيين الآخرين، مما قلص وجود وحدات مكافحة الإرهاب هناك، وأغلقوا قواعدهم العسكرية التي كانت تهدف إلى تعزيز الحرب ضد الإرهاب، وتركتهم ببساطة وجها لوجه مع قطاع الطرق".
كما حث الوزير على التعامل بشك مع التقارير الواردة عن المواقع الأمريكية حول حالة الذعر التي يُزعم أنها اجتاحت جمهورية إفريقيا الوسطى وبقية إفريقيا فيما يتعلق بالأحداث الأخيرة في روسيا، موصيا "بالأخذ في الحسبان لمن تعمل هذه المواقع من أجله وكيف أنه ليس مهما بالنسبة لهم أن يكونوا حاملين للحقائق مقارنة بالرغبة في استمالة قيادتهم، وأولئك الذين يحددون الأيديولوجية والإجراءات العملية للغرب الجماعي".
ولفت لافروف الانتباه إلى حقيقة أنه "لم أر أي ذعر، أي تغييرات في علاقات الدول الأفريقية المعنية مع روسيا الاتحادية". وختم بالقول: "على العكس من ذلك، تلقيت عدة اتصالات تضامن، بما في ذلك من العديد من أصدقائي الأفارقة، لذلك ننطلق من حقيقة أنه لا يمكن وجود لحظات انتهازية في العلاقات الاستراتيجية بين روسيا الاتحادية وشركائنا الأفارقة".
واعتبر وزير الخارجية الروسي أنه من الضروري ذكر "جانب مهم" آخر: "تعرضت كل من جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي ودول أخرى في منطقة الصحراء والساحل لهجوم مباشر من قبل الجماعات الإرهابية بعد أن قام كل المقاتلين من أجل الديمقراطية والحرية التي تمثلها فرنسا وأعضاء آخرون في حلف شمال الأطلسي، بهدف القضاء على معمر القذافي، الذي كان يعرف الكثير عن كيفية تمويل الحملة الرئاسية في فرنسا، بشن عدوان علني على ليبيا، في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي الذي يحظر مثل هذه الأعمال، ودمروا الدولة الليبية التي لا يزال المجتمع الدولي بأكمله يجمعها قطعة قطعة ولا يستطيع جمعها، وحولوا هذه الدولة الليبية إلى "ثقب أسود" ضخم يمر من خلاله قطاع الطرق المسلحون بالأسلحة المهربة، والإرهابيون من جميع الأطياف، والمتطرفون، وتجار المخدرات، الذين ما زالوا يرهبون دول القارة الأفريقية".
وأضاف لافروف: "أيضا دعونا لا ننسى أن أولئك الذين دمروا ليبيا و"اشتهروا "بمثل هذه المغامرات العدوانية ضد دول أخرى في المنطقة، بما في ذلك العراق وسوريا، هؤلاء حوّلوا ليبيا إلى "ثقب أسود" أيضا في الاتجاه الآخر، إذ تدفق عدد هائل من المهاجرين غير الشرعيين في اتجاه القارة الأوروبية، التي تعاني منهم أوروبا الآن، وكما يقولون أحيانا، لا تعرف كيفية التخلص منهم.
المصدر: RT