وقال المحلل السياسي المصري في تصريح لـRT: "رغم المساعدات العسكرية الضخمة التي تلقتها أوكرانيا من الولايات المتحدة وأوروبا، والتي شملت دبابات ألمانية وأمريكية وبريطانية وفرنسية ومنظومات صواريخ باتريوت، وصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، ودفاع جوي، فإن الهجوم المضاد الأوكراني لم يحقق النجاح المتوقع، بل لم تتمكن القوات الأوكرانية من تحقيق خرق في خط الدفاع الروسي الأول، ولهذا بدأت تصدر تقارير عن توقف مؤقت أو تخفيف للهجمات حتى تراجع القوات الأوكرانية تكتيكاتها، وأن تجد سبيلا لخرق خطوط الدفاع الروسية القوية، والتي يبدو أنها فاجأت الأوكرانيين وحلفاءهم في حلف الناتو".
وأضاف الخبير: "كييف وحلفاؤها كانو يعولون على تحقيق انتصار واضح يمكن أن يحسن شروط التفاوض على الأقل، بينما كانت التصريحات الأوكرانية مفرطة في التفاؤل، وتحدثت عن طرد القوات الروسية من المقاطعات الأربع، بل ذهبت إلى حد الحديث عن الهجوم في شبه جزيرة القرم".
وأوضح: "يرجع الفشل الأوكراني إلى أسباب كثيرة، على رأسها أنها روجت لهزيمة روسيا وطردها من قرب العاصمة كييف وشمال إقليم خيرسون، بينما المرجح أنه كان إنسحابا طوعيا من الجانب الروسي، ولم يحدث تحت إطلاق النار، فالانسحاب من حول كييف حدث في ظل مشاورات أجرتها تركيا عن حل تفاوضي، وانسحبت روسيا لتمهد لتنفيذ الاتفاق".
وأردف:" أما في خيرسون فكان الانسحاب الروسي إلى شرق نهر دنيبر حتى لا تقع القوات غرب النهر تحت الحصار عند قصف الجسور على النهر، والواقعة في مرمى المدفعية، واعتبرتها كييف انتصارا كبيرا، وظنت أنه من الممكن تكرارها، حتى الهزيمة الوحيدة التي تلقتها روسيا كانت في مقاطعة خاركوف، ولم تكن لديها قوات كافية لمواجهة هجوم أوكراني مفاجئ، لم تنظم قبله دفاعاتها، لكن روسيا عززت الدفاعات طوال الشهور الأخيرة، وبنت الملاجئ، ونشرت الألغام، ونظمت المدفعية وضاعفت أعدادها.
وأكد الخبير: "تتمتع روسيا بالسيطرة الجوية، إلى جانب تفوقها المدفعي، بينما لا تملك أوكرانيا غطاء جويا لقواتها المهاجمة، واستخدت روسيا مروحية "كا 52" الهجومية الخطيرة، التي أبدت قدرة عالية على ضرب المدرعات، وكذلك قاذفة اللهب الثقيلة "توس-1"، وهي راجمة صواريخ اللهب الضاربة لأي تحصينات أو تجمعات أو دروع، بالإضافة إلى طائراتها المسيرة الانتحارية من طرازي "كوب" و"لانسيت"، وأمام هذه القدرات الروسية فإن ظهور القوات الأوكرانية مكشوفة لوقت طويل سيجعل خسائرها غير محتملة، وكان عليها إما الهجوم السريع للالتحام، أو البقاء في خنادقها الدفاعية، حتى تحدد نقاط ضعف الدفاعات الروسية، لكنها استمرت أسبوعين في سعيها لاستكشاف النقاط التي يمكن مهاجمتها، لهذا كانت خسائرها كبيرة، ولم تحقق أي مكاسب مهمة، ورجح معهد دراسات الحرب الأمريكي توقف الهجوم المضاد الأوكراني بعض الوقت، حتى تعيد النظر وتقيم عملياتها".
المصدر: RT
القاهرة - ناصر حاتم