وأوضح عادل في تصريحات لـRT أن صحيفة "ذا بوليتكو" الأمريكية، تحدثت في تقريرها عن فشل القنابل الموجهة الأمريكية "جى دام" الأشهر على الإطلاق في الحرب الأوكرانية طبقا لتقارير مسربة أكدتها وزارة الدفاع الأمريكية، حيث أوضحت الطواقم الأوكرانية الأسباب التي تضمنت فشل الانفجار في بعض الحالات ومشاكل تقنية أخرى، وفي السبب الأهم كانت القدرات الروسية في التشويش على توجيه القنابل وإجبارها على فقدان الهدف.
وفي نفس السياق، نشر مركز الدراسات الاستراتيجية الملكي البريطاني في دراسته الأخيرة للميدان بأن الجيش الروسي يحمي قواتة البرية بواسطة منظومات عديدة للحرب الإلكترونية وأهمها على الإطلاق في هذه الحالة هي "أر330 زيتل"، وهي المنوط بها التشويش على الإشارات مختلفة التردد في نطاق 2 - 100 ميغاهيرتز بمدى 30 كم وتشمل إشارات القمر الصناعي المستخدم لتوجية القنابل الأمريكية.
وأشار عادل إلى أن التوليفة القاتلة الروسية التي تجمع ما بين الدفاع الجوي الطبقي والمقاتلات ذات الصواريخ بعيدة المدى وتعزيزها بمنظومات الرصد الجوي والأرضي والحرب الإلكترونية، لم تترك للجيش الأوكراني بكل فروعه سوى خيار تغيير استراتيجية الهجوم إلى إيجاد الوسائل المختلفة للهجوم بعيد المدى، وبالأخص على مستوى سلاح المدفعية وسلاح الجو ونظريا بوصول القنابل الأمريكية الذكية في شهر ديسمبر المزودة بالجنيحات لمدى أبعد، كانت حلا أمثل لهذا الوضع لسهولة إطلاقها من مدى يصل لـ80كم خارج مدى الاشتباك لمنظومات الدفاع الجوي القصير والمتوسط من طراز (بانتسير وبوك وأوسا) لإصابة أهداف محددة بأمان وفاعلية، ولكن كما تعودنا على قدرة القوات الروسية على التكيف ميدانيا مع أي تغيير مما جعلها تقوم بالدفع بمنظومات متخصصة لعرقلة عملية التوجيه وإجبارها على الخطأ.
وتابع: "على الرغم من تطوير القوات الأمريكية لهذه القنابل بتحديثات تمنع عملية التشويش إلا أن الخبراء يعتقدون بأنه حتى مع ذلك سيكون من الصعب تفادي التشويش ولا يترك سوى خيار واحد وهو محاولة تدمير منظومة الحرب الإلكترونية نفسها ومن جهة ثانية تعريض الطائرة المطلقة لهذة القنابل لخطر الإسقاط بواسطة الصواريخ بعيدة المدى، لأن الوصول لأقصى مدى لهذه القنابل يتناسب طردا مع الارتفاع الذي تبلغه الطائرة المطلقة مما يجعلها في المدى المناسب للإسقاط".
المصدر: RT