ومن خلال الإضاءات على العلاقات الي جمعت برلسكوني مع روسيا على مر السنوات، اعتبر برلسكوني أول رئيس وزراء غربي وقع معاهدة الصداقة والتعاون مع روسيا (1994). حيث كان يُعد اللاعب الرئيسي في إنشاء مجلس روسيا والناتو، الذي وضع نهاية للحرب الباردة.
وفي عام 2015 زار برلسكوني شبه جزيرة القرم.
ومع اندلاع الأزمة في أوكرانيا، دان برلسكوني العملية الروسية الخاصة لكنه دعا مرارا وتكرارا إلى رفع العقوبات ضد روسيا وعرض وساطته بين الجانبين لحل سلمي.
صداقة جمعت برلسكوني مع الرئيس فلاديمير بوتين على مر السنين
فعلى الرغم من اللقاءات الرسمية بين الرئيسين إلا أن علاقة صداقة جمعت بينهما، حيث عقدوا العشرات من اجتماعات العمل الفردية وفي مختلف المنتديات الدولية، في روسيا وإيطاليا، وفي العديد من البلدان الأخرى.
كما لم يكن القادة مرتبطين بمصالح الدولة فحسب، حيث تحدثوا مرات عديدة عبر مكالمات هاتفية غير رسمية وزيارات غير رسمية وتبادلوا الرسائل والتهاني في مناسبات عديدة.
وأثناء زيارة الرئيس بوتين لإيطاليا، لم يفوت أي فرصة أبدا للقاء برلسكوني بالمقابل تردد برلسكوني في زيارات استجمام إلى روسيا والتقى بالرئيس بوتين في ألتاي كما زار شبه جزيرة القرم واطلع على معالمها، كما حضر برلسكوني إلى سوتشي للاحتفال بعيد ميلاد الرئيس الروسي.
وبحسب المعلومات الرسمية، فإن آخر لقاء شخصي بين بوتين وبرلسكوني جرى عام 2019.
في سبتمبر 2021، وعام 2022، هنأ الرئيس بوتين رئيس الوزراء السابق بعيد ميلاده في برقية. وأعرب عن تقديره للصادقة بينهما "تذكر أنك دائما ضيف مرحب به على الأراضي الروسية".
رحلة القرم
ظل برلسكوني وفيا للصداقة حتى بعد الأزمة في العلاقات بين روسيا وأوروبا في عام 2014. فبعد عام من عودة شبه جزيرة القرم إلى روسيا، زار رئيس الوزراء السابق شبه الجزيرة لرؤية المعالم المحلية مع بوتين، ثم قال إنه يود العودة إليها مرة أخرى.
وبوفاة برلسكوني أعرب بوتين عن عميق تعازيه للرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في وفاة الرئيس السابق للحكومة الإيطالية، سيلفيو برلسكوني.
ووصف بوتين برلسكوني بالسياسي العظيم، والشخص الرائع، الذي ترتبط به أهم الأحداث في تاريخ إيطاليا الحديث.
"بالنسبة لي، كان سيلفيو شخصا عزيزا وصديقا حقيقيا. لطالما أعجبت بصدق بحكمته وقدرته على اتخاذ قرارات متوازنة وبعيدة النظر حتى في أصعب المواقف. خلال كل اجتماع من اجتماعاتنا، كان مشحونا بالحيوية والتفاؤل وروح الدعابة".
المصدر: RT