فبينما احتفى عدد كبير من المسؤولين الروس بفوز أردوغان، وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول المهنئين بالفوز، خرجت بعض عناوين الصحف الغربية بعناوين تتحدث عن اضطرار الولايات المتحدة للتعامل مع "شريك شائك" لخمس سنوت أخرى.
صحيفة "بوليتيكو" نشرت أن لدى أردوغان، الذي يدخل فترة ولاية أخرى مدتها خمس سنوات، كل الفرص "للتأثير ليس فقط على اتجاه الديمقراطية في البلاد، ولكن كذلك في تشكيل السياسة في المنطقة وخارجها".
"واشنطن بوست" نشرت أنه "سيتعين على حلفاء تركيا الأجانب، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، العمل لمدة خمس سنوات أخرى مع (شريك شائك) استخدم العلاقات مع اللاعبين الدوليين لتحقيق مكاسب سياسية محلية".
أما "نيويورك تايمز"، فقد كتبت أن الانتصار "لم يكن سهلا على أردوغان"، فقد قوضت شعبية الرئيس "الأزمة الاقتصادية المؤلمة"، وكذلك "الانتقادات التي واجهتها الحكومة بسبب الإجراءات المتخذة خلال زلزال فبراير".
في روسيا هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية، وقال إن ذلك "دليل واضح على دعم الشعب التركي لجهودكم في تعزيز سيادة الدولة واتباع سياسة خارجية مستقلة"، وأعرب عن تقديره لمساهمته الشخصية في تعزيز العلاقات الودية الروسية التركية والتعاون متبادل المنفعة في مختلف المجالات.
كذلك أكد بوتين على استعداده "لمواصلة الحوار البناء حول قضايا الساعة على الأجندة الثنائية والإقليمية والدولية"، وكذلك علق أهمية كبيرة على "التنفيذ المتسق للمشاريع المشتركة المخطط لها، ولا سيما بناء محطة أكويو للطاقة النووية، وإنشاء مركز للغاز في تركيا".
من جانبها قالت نائبة المدير العام لشركة "غازبروم" ميديا تينا كانديلاكي: "لقد اختارت تركيا الحياة خارج المصفوفة".
وقال النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما أليكسي جورافليوف: "ليس هناك أدنى شك من أن أردوغان يفوز بثقة، وهو ما يفهمه خصومه، الذين كانوا يعتزمون مرة أخرى جرّ تركيا نحو الغرب. في الوقت نفسه، كما في حالة أوكرانيا، فإنهم يعدون ويغرون لعقود من الزمن، ولكن في الواقع فلا يزال الوضع كما هو، ومن الواضح أن الأتراك لن يروا أوروبا أبدا، إلا أن ميزة أردوغان التنافسية تحديدا في حقيقة أنه يفهم ذلك تماما. ولهذا يبني سياسة وطنية مستقلة، دون النظر إلى القيمين الغربيين، ودون الاعتماد على القيم الغربية الفاسدة للمثليين. في الوضع الراهن، فهذا نفسه تمرد، وعلى الأرجح لن تتخلى أجهزة المخابرات الغربية عن محاولة القضاء على الرئيس التركي، الآن فقط سيتجهون إلى طرق أقل شرعية من الانتخابات. وإذا كانت هناك محاولة مفاجئة لترتيب نوع من الثورات الملونة في تركيا في الوقت الحالي، آمل أن يتحلى أردوغان بالشجاعة لتفريق مثل هذا (الميدان) على الفور. كملاذ أخير، هو يعرف إلى أين يمكن أن يلجأ للمساعدة العسكرية: روسيا، والتي من خلال تدخلها، نجحت في منع الانقلابات في بيلاروس وكازاخستان، وهذه المرة كذلك لن ترفض المساعدة".
كذلك صرح النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما دميتري نوفيكوف: "إن الخبر الرئيسي هو أن العلاقات الروسية التركية لن يشوبها أي تغيير، ويبدو الاتجاه التركي للسياسة الروسية في هذه الحالة متوقعا، وهو أمر ليس سيئا بالفعل في ظروف عالمنا غير المستقر اليوم".
أما المحلل السياسي سيرغي ماركوف فقد قال: "كان الأتراك خائفين للغاية من إطاحة الأوروبيين الخونة والأمريكيين الوقحين بزعيمهم من خلال المعارضة الموالية للغرب. الآن يفرحون ببقاء الوطني التركي أردوغان في السلطة. أردوغان هو بوتين التركي. لهذا كان بوتين من أوائل من هنأ أردوغان بفوزه. اليوم يعض بايدن أنامله غيظا".
المصدر: نوفوستي+RT