هذا ما صرح به أحد كبار الدبلوماسيين الفرنسيين السابقين، جيرارد أرو، سفير فرنسا لدى واشنطن حتى عام 2019، في حديثه إلى الصحفي فريدي سايرز، الذي نشره موقع UnHerd يوم الاثنين الماضي، حيث أشار أرو إلى ديناميكية عالمية غير مستقرة أكثر من أي وقت مضى، ولم تعد الولايات المتحدة "قادرة على ضمان السلام".
نهاية اللحظة الغربية
وتابع الدبلوماسي الفرنسي: "بعد عام 1945، سيطرت قوتان على العالم، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وبعد انهيار الكتلة الشيوعية أصبحت هناك قوة عظمى واحدة فقط، وهو ما كنت أسميه (اللحظة الغربية)، حيث كانت الولايات المتحدة تهيمن على النظام العالمي. الآن انتهى هذا الأمر، ليس بسبب تراجع الولايات المتحدة أو تراجع الغرب، ولكن بسبب إعادة التوازن. عادت الصين والهند وروسيا تدافع عن مصالحها الخاصة، وعلى الغرب أن يتكيف مع هذا الواقع الجديد".
الهستيريا المعادية للصين
فيما يتعلق بالصين، أشار أرو إلى أن ما يحتاجه الأمريكيون هو مزيج من الاحتواء والمشاركة، حيث أن هناك "هستيريا معادية للصين في الولايات المتحدة، ما يجعل من الصعب جدا على أي رئيس أمريكي التعامل بصدق مع الصينيين، وتابع: "أعتقد أن الولايات المتحدة ستبقى القوى الرئيسية للعقود القادمة، لكن من الواضح أن أوروبا، بسبب ديموغرافيتها، ومشكلاتها الأخرى، أظهرت ضعفها النسبي، لأنها لم وليست قادرة على الدفاع عن أراضيها دون دعم وقيادة الولايات المتحدة".
الانقسامات الأيديولوجية حول حرب أوكرانيا
منذ بداية الحرب، يشير الدبلوماسي، كان هناك معسكران غربيان: فهناك "دول أوروبا الشرقية مدعومة من المملكة المتحدة، والتي تعتقد أن النصر الحاسم لأوكرانيا هو النتيجة المعقولة للحرب. وعلى الجانب الآخر، فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وبعض الدول الأخرى التي تعتقد أن تحقيق نصر حاسم مستحيل، وأن السيناريو الأكثر ترجيحا هو حرب طويلة. وأن الحرب الطويلة هي نتيجة سلبية للغاية لأوكرانيا.. أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فإن الحرب هي إلهاء، لأن المهم لهم هو الصين. لذلك فقد تم جرّهم، إلى حد ما، إلى الصراع بسبب العدوان الروسي، لكنهم يريدون الخروج منه في أقرب وقت ممكن".
السبب في عدم تمكن أوكرانيا من الفوز بشكل حاسم
يضيف جيرارد أرو أنه "حتى لو تمكن الأوكرانيون من استعادة شبه جزيرة القرم ودونباس، فإن الحرب لن تنتهي، لأن الروس سيستمرون. ولا يوجد سيناريو موثوق حيث قد ينهي الأوكرانيون هذه الحرب من خلال نصر حاسم مع استسلام الروس.. وحتى لو أعيد انتخاب بايدن، لا أرى الولايات المتحدة تضخ 50 مليار أخرى للدفاع عن أوكرانيا".
العقوبات
ويتابع الدبلوماسي: "لقد أصبحت العقوبات سياسية بشكل افتراضي، بمعنى أنك لا تريد حقا القتال، لكن عليك أن تظهر أنك تفعل شيئا. بعد هذه الحرب، يجب علينا، بصراحة، إجراء تحليل لاستخدام وفعالية العقوبات".
المصدر: UnHerd