وقال في تصريح لـRT: "ضربت نابيولينا عدة عصافير بحجر واحد وأحرزت عدة أهداف وانتصرت نابيولينا الروسية على وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، وأنقذت الإقتصاد الروسي من المؤامرة الكبرى التي خططت لانهياره".
وأكد السعيد أن نابيولينا حظيت بصيت هائل، وبإعجاب المجتمع المصرفي العالمي، وأطلقت عليها الصحافة الغربية الكثير من الألقاب، مشيدة بحسن إدارتها للمعركة الإقتصادية التي خاضتها روسيا ضد العقوبات الغربية، وإنقاذها الروبل المستهدف من خصوم أقوياء.
تخطّي 5 آلاف عقوبة
وأضاف المحلل السياسي: "تمكّنت نابيولينا من التحرك السريع والمناسب لمواجهة موجات العقوبات التي تجاوزت 5 آلاف عقوبة، لقد ركّزت معظمها على الإقتصاد الروسي وفي القلب منه المنظومة المالية والنقدية، وكان أخطرها تجميد احتيطيات البنك المركزي الروسي في بنوك أوروبا والولايات المتحدة".
وتابع في هذا الجانب: "كانت نابيولينا قد اتخذت إجراءات لتقوية البنوك الروسية، وألغت تراخيص نحو 300 بنك غير مستوفي للمعايير، ودمجتها، وعندما بدأت موجة الهجوم على الروبل بسحب الدولارات، وبدأ الروبل في التراجع، اتخذت إجراءات برفع كبير لسعر الفائدة، وتقنين عمليات سحب العملات والتحويلات، ومنعت الانهيار المستهدف، وتجاوزت الصدمة والرعب، ثم بدأت الهجوم المعاكس بقرار بيع الغاز والنفط بالروبل، ليرتفع سعره إلى ما فوق اندلاع الحرب، ثم سيطرت على معدلات التضخم، وبدأت تخفيض سعر الفائدة، وتنتصر في معركة الروبل الشرسة".
طيش وخسائر طالوا أوروبا والولايات المتحدة
وفي المقابل، بحسب السعيد، تواجه وزيرة الخزانة الأمريكية أوضاعا صعبة، وخاضت معارك خاسرة في مساعيها إسقاط الإقتصاد الروسي، الذي كانت تروّج أنه سينهار سريعا في غضون عدة أشهر، لكن ضرباتها طاشت، وأدت إلى خسائر جسيمة لدول أوروبا أولا، وطالت الولايات المتحدة".
وبيّن أن جانيت يلين كانت المتحمسة لفكرة وضع سقف إجباري لشراء النفط والغاز من روسيا، لكن الفكرة تعرضت لفشل ذريع، لوجود مشترين آخرين لنفط وغاز روسيا، على رأسهم الصين والهند، ومع خسارة يلين لمعركتها في مواجهة نابيولينا الروسية، وجدت أنها تواجه في الداخل مشكلات صعبة، من ارتفاع معدل التضخم الذي استخدمت رفع سعر الفائدة لكبحه، ولكن لم تفلح 10 رفعات لسعر الفائدة في السيطرة على التضخم، بل ظهرت الأعراض الجانبية لرفع سعر الفائدة لتضرب البنوك الأمريكية".
الأزمة الأكبر "رفع سقف الدين الأمريكي"
وأوضح أن تلك الانهيارات أخذت تتوالى رغم التصريحات المطمئنة من جانب يلين، ومعها الرئيس الأمريكي بايدن، والتأكيد المتواصل على متانة الإقتصاد الأمريكي، وأن البنوك قوية، والودائع مضمونة.
وتحدث السعيد عن أن الأزمة الأكبر كانت في طلب رفع سقف الديون الأمريكية، لأن الحكومة الفيدرالية أنفقت مخصّصاتها في الميزانية، ولم يعد بإمكانها أن توفّر المال لسداد الأجور والإنفاق على الخدمات، والأهم سداد أقساط الديون، وحذّرت يلين من انهيار الإقتصاد الأمريكي إذا لم يوافق الكونغرس على رفع سقف الديون قبل الأول من الشهر المقبل، وقالت إنّها استنفذت كل الوسائل لتوفير الإلتزامات، ولا سبيل إلا رفع سقف الديون بسرعة.
وأكد السعيد أن نجاحات نابيولينا وفشل يلين يعود إلى فهم القيادة الروسية لأوضاعها، ودراسة كل خطوة، بينما تتخبط الإدارات الأمريكية، ويظهر على سطحها قيادات محدودة الكفاءة، وانقسامات وخلافات تعكس أزمة بنيوية حادة.
المصدر: RT
القاهرة – ناصر حاتم