سجادات الصلاة فوق الماء!

فقدت أندونيسيا، أكبر رابع دولة في العالم من حيث عدد السكان حينها هذه الغواصة وهي ألمانية الصنع وعمرها 44 عاما.

الغواصة كانت بنيت في عام 1977، وأجريت عليها إصلاحات في كوريا الجنوبية عام 2012، وكان من المقرر إجراء إصلاحات أخرى، إلا أن جائحة الفيروس التاجي أعاقت الأمر.

فقدت البحرية الإندونيسية الاتصال بالغواصة صباح ذلك اليوم قبال جزيرة بالي، أثناء مشاركتها في مناورات هناك. حدث ذلك بعد أن طلبت الإذن بالغوص إلى عمق كبير.

وعلى الفور شاركت في عمليات البحث عن الغواصة لعدة أيام، فرق إنقاذ من عدة دول إلى جانب البحرية الإندونيسية.

بعد نحو ثلاثة أيام تم العثور على شظايا تعود للغواصة، وعثر كذلك في منطقة اختفاء الغواصة، على قطع من الإسفنج وزجاجات لتشحيم المناظير، علاوة على أغراض شخصية للبحارة بما في ذلك سجادات للصلاة.

وأفيد رسميا بأن الغواصة المنكوبة " نانجالا" انقسمت إلى ثلاثة أجزاء، وأن الهيكل وقسم الذيل والأجزاء الرئيسة انفصلت عن بعضها، فيما تصدع الجزء الرئيس.

قائد الأسطول الثاني في لبحرية الإندونيسية الأدميرال إيوان إيسنوروانتو، صرّح في ذلك الوقت بأن الغواصة التي يبلغ وزنها 1300 طن، كانت ستنحدر إلى قاع المحيط في ما لا يزيد عن 90 ثانية، وتتحطم حين تكون بين 300 متر و 400 متر تحت سطح البحر.

البحرية الإندونيسية كانت قبل الحادثة تمتلك خمس غواصات، اثنتان ألمانيتي الصنع من طراز "209" بما في ذلك الغواصة المنكوبة "نانجالا"، وثلاثة جديدة من صنع كوريا الجنوبية.

متحدث باسم البحرية الإندونيسية أفاد بأن الجيش التقط إشارة لاسلكية ضعيفة من الغواصة وهي على عمق 800 متر.

هذا النوع من الغواصات مصمم لتحمل ضغط في الأعماق يصل إلى 500 متر، إلا أن أجهزة السونار أظهر أن الغواصة غرقت على عمق حوالي 850 مترا، وهو عمق يتجاوز الحد المسموح به بكثير. الخبراء يرجحون أن الهيكل الفولاذي للغواصة لا يستطيع تحمل الضغط في مثل هذا العمق.

بهذا الشأن قالت الخبيرة الإندونيسية  في الشؤون الدفاعية، كوني راهاكونديني بكري: "إذا وجدت غواصة نفسها في قاع بحري بعمق 700 متر، فسيكون من الصعب عليها البقاء على قيد الحياة، لأن الضغط تحت الماء سيؤدي إلى تشققات وتمزق في الهيكل الفولاذي".

الأمر ذاته كان أكده المتحدث باسم البحرية الإندونيسية جوليوس ويجوهونو، بإشارته إلى أن الغواصة "نانجالا" التي تعمل بالديزل والكهرباء، يمكنها تحمل عمق يصل إلى 500 متر، لكن عمقا أكبر يمكن أن يكون قاتلا لها.

المصدر: RT