جاء ذلك وفق ما نشرته السفارة بموقعها الرسمي على تطبيق "تليغرام"، حيث أكدت السفارة أن الطريقة التي أعلنت بها السفارة الأمريكية عن العقوبات تشير إلى رغبة الولايات المتحدة في استعراض من هو صاحب الأمر والنهي أمام بودابست، إلا أن هنغاريا تثبت مرارا وتكرارا أنها لن تستسلم للضغوط الخارجية.
وكان السفير الأمريكي لدى هنغاريا ديفيد بريسمان قد عقد مؤتمرا صحفيا يوم أمس الأربعاء قال فيه إن 3 رؤساء من بنك الاستثمار الدولي، الذي تسيطر عليه روسيا ومقره بودابست، بما في ذلك نائب الرئيس الهنغاري إيمري لازلوتسكي، سيخضعون للعقوبات الأمريكية. وبحسب السفير الأمريكي فإن الولايات المتحدة "قلقة" من مواصلة بودابست تعاونها الاقتصادي مع موسكو.
إضافة إلى ذلك، وبدعم من السفارة الأمريكية، تم وضع ملصقات في شوارع بودابست تدعو إلى انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا، في الوقت الذي قال فيه مدير الاتصالات في حزب فيدس الحاكم استفان هوليك إن هنغاريا لن تتخلى عن التزاماتها بتسوية سلمية في أوكرانيا، على الرغم من الضغوط الأمريكية.
وتابعت السفارة في منشورها: "إن السياسات الأمريكية في السنوات الأخيرة هي مظهر من مظاهر الإملاءات وعدم الرغبة أو القدرة على التفاوض، وكنتيجة يستبدل ذلك بالعقوبات الدبلوماسية والسياسية، والتي تحمل هدفا واحدا ألا وهو إظهار من هو صاحب الحل والربط، وماذا يمكن أن يحدث إذا ما تجرأ أحدهم على عصيانه".
ولاحظت البعثة الدبلوماسية الروسية كذلك أن بودابست، من خلال رد فعلها على المؤتمر الصحفي بأن "الهنغاريين يرفضون بحزم أي ضغوط خارجية وقد أثبتوا ذلك عبر تاريخهم بأكمله"، ويطالبون "بمزيد من الدبلوماسية وقدر أقل من الإملاءات، التي لا تعتبر من سمات التمثيل الدبلوماسي".
وتابع منشور السفارة: "إنه لأمر مؤسف أن يصبح ضحية الأضرار الجانبية لمثل هذه الطموحات الاستعمارية الجديدة هي بنك التنمية الدولي الذي يعمل بشكل جيد، ومتحقق، وأشخاص كرسوا حياتهم لتحديثه وتحويله إلى اقتصاد السوق الحديث. هذا ما يسمونه (القلق) الأمريكي بشأن (اقتصاد السوق الحر)".
وكان السفير ديفيد بريسمان قد صرح في وقت سابق بأن تلك هي "لحظة مهمة" بالنسبة لهنغاريا، لتحديد مسارها في المستقبل، ودعا بودابست إلى تعزيز العلاقات مع الحلفاء الغربيين. وكان رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان قد قال في وقت سابق إن بودابست مهتمة بالحفاظ على العلاقات مع روسيا لأطول فترة ممكنة، لكن أحدا لا يستطيع القول بما إذا كان ذلك سينجح أم لا. من جانبه، صرح وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو، خلال زيارة إلى سراييفو، بأنه من الصادم والشائن أن تقدم وزارة الخارجية الأمريكية تقارير عن حالة حقوق الإنسان في البلدان الأخرى بناء على معلومات من جانب واحد، ومن المؤسسات التي تمولها الولايات المتحدة نفسها، وبذلك تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
المصدر: نوفوستي