وبحسب تقرير نقلته صحيفة "هآرتس" اليوم الثلاثاء، فإن المستوى السياسي والقيادة العسكرية في إسرائيل مطلعة على تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان".
وبينما تحدث التقرير عن "مواجهة متعددة الجبهات"، قالت إنه تحقق قسم منه الأسبوع الماضي، عندما تصاعد التوتر العسكري بين إسرائيل وبين قطاع غزة ولبنان وإطلاق قذائف صاروخية من الأراضي السورية، على إثر الاعتداءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، أكد أن احتمالات الحرب بالوقت الراهن ليست مرتفعة، وذلك لأن إيران وحزب الله وحماس ليسوا معنيين بالضرورة بمواجهة مباشرة وشاملة مع إسرائيل.
ولاحظت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن "هذه الجهات الثلاث مستعدة للمخاطرة والرهان بعمليات هجومية"، لأنها "تعتقد أن إسرائيل ضعفت في أعقاب الأزمة الداخلية، والتي قلصت حيز مناورتها الإستراتيجية"، في إشارة إلى الأزمة التي تسببت بها خطة الحكومة الإسرائيلية "لإصلاح القضاء" والاحتجاجات الواسعة ضدها.
واعتبر التقرير الاستخباراتي أن المسجد الأقصى سيبقى في مركز الاهتمام مع حلول نهاية شهر رمضان، بسبب تزامنه مع عيد الفصح اليهودي، مشيرا إلى أن التصعيد خلال رمضان يندمج في ثلاثة تطورات مركزية تؤدي إلى تغييرات في بيئة إسرائيل الإستراتيجية، وهي تراجع الاهتمام الأمريكي بما يحدث في الشرق الأوسط، زيادة ثقة إيران بنفسها من خلال محاولات لتحدي إسرائيل مباشرة، وتزايد انعدام الاستقرار في الحلبة الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من تباهي الجيش الإسرائيلي بتوثيق علاقاته مع القيادة الوسطى للجيش الأمريكي إلا أنه "نشأ انطباع بأن الأمريكيين أقل حماسة لمشاركة إسرائيل بمعلومات استخباراتية وخطط عملياتية"، وقالت إنه يوجد فتور معين تجاه إسرائيل، في المستويات العسكرية والاستخباراتية في واشنطن"، كما أنه لا يزال الرئيس جو بايدن، يمتنع عن دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لزيارة البيت الأبيض.
ونفت "أمان" ما تردد في إسرائيل بأن إطلاق القذائف الصاروخية من جنوب لبنان باتجاه منطقة الجليل الغربي، لم يكن سينفذ من دون مصادقة حزب الله. وذكرت الصحيفة في هذا السياق أن ضباط "أمان" قالوا خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، يوم الخميس الماضي، إن إطلاق هذه القذائف الصاروخية هو "مبادرة لحماس"، وأن قادة حماس في الخارج، صالح العاروري وخالد مشعل، "صادقا على هذه الخطوة على ما يبدو"، وأن أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، "لم يكن على ما يبدو في الصورة مسبقا"، وأن "ثمة شكا إذا كانت القيادة في غزة، يحيى السنوار ومحمد ضيف، على علم بذلك أيضا".
ولفتت الصحيفة إلى أن "الانسحاب" من الشرق الأوسط في واشنطن يضع إسرائيل وإيران على مسار تصادم، وأن إيران مستعدة لتحمل مخاطر أكبر في حرب الظل التي تخوضها.
المصدر: وكالات