وأجاب المؤرخ عن التكليف في 2015 من قبل المكتب الوطني للمقاتلين وضحايا الحرب بالعثور على قبور حركيي مخيم ريفسالت قائلا: "تلقيت هذا النبأ بارتياح كبير، حان الوقت لنتمكن أخيرا من العثور على هذه المقابر، هذا مفيد أولا وقبل كل شيء للعائلات، إنها بحاجة إلى إجابات، أحد عوامل عنف حرب الجزائر حتى اليوم هو عدم وجود إجابات وعدم اليقين الدائم وعدم معرفة العائلة للمكان الذي دفن فيه ابنها".
وأضاف: "سيكون هناك ارتياح لدى العائلات التي احتفظت في ذاكرة الأسرة بقصة وفاة طفل في هذه الظروف وسيسمح ذلك لها بالحداد".
وقال: "بالنسبة لبعض الذين توفي آباؤهم ولم يعرفوا شيئا بعد فقدان أخ أو أخت (في هذا المخيم) قد يشكل ذلك صدمة، هذا قد يسبب صدمة يمكن أن تضاف إلى صدمات هذه القصة التي يمكن أن تكون قاسية وإلى هذا التكتم الذي يحيط بالحركيين".
وحول معدل وفيات الرضع الزائد الذي حدث في معسكر الحركيين في سان موريس لاردواز؟، قال المؤرخ: "شهد مخيم سان موريس لاردواز مثل مخيم ريفسالت (الجنوب)، معدلا مرتفعا لوفيات الرضع، وقد فتح في أكتوبر 1962 لاستيعاب 400 شخص لكنه استقبل بسرعة خمسة آلاف شخص بينهم عدد من العائلات الكبيرة، تم إيواؤهم في خيام في البداية".
وتابع: "حسب تقديراتي، شكل الأطفال دون سن الثانية، ثمانون بالمئة من الوفيات بين نهاية 1962 ونهاية شتاء 1963، هؤلاء توفوا بسبب المرض والموت المفاجئ وفقر الدم والضعف وكثير منهم عند الولادة".
وأضاف: "هذا يعكس مأساة هذا الوصول المؤلم والقاسي والعنيف لهذه العائلات إلى مخيمات الحركيين في ظروف فوضوية، هناك عدد كبير واضح في وفيات الأطفال مرتبط بالظروف المعيشية في المخيمات والتوتر وعواقب العنف النفسي الذي واجهته النساء".
وقال: "كانت هناك بالفعل أوضاع مروعة للعائلات، أفكر في حالة بور-لاستيك حيث توفي 16 طفلا لكن لم يعثر سوى على قبور 12 طفلا، لا نعرف مكان القبور الأخرى... في مخيم الحركيين في ريفسالت (جنوب) حيث تم تحديد منطقة المقبرة في 2017، على أرض للثكنة العسكرية السابقة، نقل قبران لكن لم يعرف أي وضعت الرفات، والأمر نفسه ينطبق على مخيم سان موريس لاردواز".
المصدر: أ ف ب