كان الكونغرس الأمريكي قد أقر في 21 مارس 1933 قانون كولين هاريسون، الذي سمي على اسم معديه، السناتور بات هاريسون والممثل توماس كولين، فيما وقعه الرئيس فرانكلين روزفلت في اليوم التالي.
سمح هذا القانون بإنتاج وبيع الجعة التي تحتوي على كحول بنسبة 3.2 بالمئة من الوزن، وكذلك النبيذ الذي يحتوي على نفس النسبة المنخفضة من الكحول، وكانت تعتبر منخفضا جدا وليست مسكرة.
دخل هذا القانون حيز التنفيذ في 7 أبريل 1933. ويعد هذا التاريخ يوما وطنيا للجعة في الولايات المتحدة.
روزفلت بعد التوقيع على القانون قال عبارته الشهيرة: "أعتقد أنه سيكون وقتا جيدا لتناول الجعة". وإثر ذلك تجمعت الحشود خارج مصانع الجعة والحانات للاحتفال بعودة الجعة الخفيفة إلى الأسواق.
الولايات المتحدة استهلكت في القرن التاسع عشر بإفراط الكحول القوي، وفي المقام الأول الجن والويسكي والروم. وهذه الأنواع القوية كانت تمثل أكثر من 70 ٪ من جميع أنواع الكحول المستهلكة هناك.
انتشرت ظاهرة الإفراط في تعاطي الكحول في الولايات المتحدة بسبب السعر المنخفض للغاية لمنتجاته، وكان عند مستوى 30 سنتا للغالون الواحد من الويسكي. تلك الظاهرة وصلت إلى درجة وصف المجتمع الأمريكي بأنه "أمة من السكارى ومدمني الكحول".
الإحصاءات بهذا الشأن تذكر أنه في عام 1810 كان يوجد ما لا يقل عن 14 ألف منتج للكحول القوي في الولايات المتحدة، فيما تجاوز حجم الإنتاج الإجمالي 33 مليون غالون، أي بمتوسط استهلاك سنوي للفرد يبلغ حوالي 19 لترا.
كرد فعل على ذلك الوضع، تأسست "حركة الاعتدال" الأمريكية في عام 1826، وانبثقت عنها في عام 1893، "رابطة مكافحة الصالون " في ولاية أوهايو، والتي شرعت في العمل لاعتماد قانون اتحادي بشأن حظر كامل على إنتاج واستهلاك الكحول.
بدأت هذه الرابطة التي يطلق عليها الآن المجلس الأمريكي لمشاكل الإدمان والكحول في إجراء استفتاءات محلية، ونتيجة ذلك، بحلول عام 1910 في إلينوي وحدها، قدم حوالي 40 ٪ من المقاطعات وأكثر من 1000 بلدة مشاريع لـ "قوانين جافة".
على المستوى الفدرالي، نسقت هذه الرابطة جهود مجموعات مكافحة الكحول ونجحت في اعتماد التعديل الثامن عشر للدستور من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي في 1 أغسطس 1917 ، وتم حظر بيع وإنتاج أي مشروبات مسكرة، اعتبارا من يوم 16 يناير 1920، وعرف هذا التشريع "بقانون فولستيد"، نسبة لأندرو فولستيد رئيس لجنة القضاء بمجلس النواب الأمريكي، وبقي الحظر ساريا إلى أن ألغي في 5 ديسمبر 1933.
ذلك الحظر الشهير الذي فرض على بيع المشوبات الكحولية، نجم عنه ظهور عصابات إجرامية تولت بيع الخمور سرا وتقاتلت فيما بينها على أرباحها الهائلة، كما ارتفت نسب الفساد بشكل خطير في صفوف أجهزة الأمن.
بالنسبة للرؤساء الأمريكيين والموقف من تعاطي الكحول، يذكر أن الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب على الرغم من الانتقادات التي توجه إليه من قبل خصومه على مشاكساته وفي مجال الفضائح الجنسية إلا أنه لا يتعاطى المشروبات الكحولية بما في ذلك الجعة.
موقف ترامب من تعاطي الكحول يعود إلى أنه كان فقد شقيقه الأكبر فريد الذي توفى عن عمر يناهز 43 عاما، إثر إصابته بنوبة قلبية على خلفية إفراطه في تعاطي الكحول.
في تصريح للصحفيين في عام 2015، وصف ترامب شقيقه الأكبر الذي دمر الكحول حياته وأوصله إلى القبر قائلا: "كان لدي أخي فريد. رجل رائع، وسيم. أحسن مثال. أفضل مني بكثير".
المصدر: RT