جاء ذلك في تقرير "حالة الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية للعام 2022"، الذي نشره اليوم الاثنين موقع وزارة الخارجية الصينية، حيث تابع التقرير بأن الولايات المتحدة "انتهكت بشكل صارخ مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية من خلال إطلاق العنان للحروب في كل مكان، وخلقت الانقسامات بشكل مصطنع، لذلك هي الدولة الأكثر حروبا في تاريخ العالم".
ويرى التقرير أن الولايات المتحدة الأمريكية "تتجاهل التحديات المختلفة والأزمة المؤسسية التي تواجه ديمقراطيتها وتؤمن بشدة بأن الديمقراطية الأمريكية لا تزال النموذج العالمي ومنارة الديمقراطية. وهذا النوع من الغطرسة لا يؤدي فحسب إلى تفاقم مشكلات الديمقراطية الأمريكية، بل يستمر كذلك في إلحاق الضرر بالبلدان حول العالم".
وتتابع الوثيقة: "ويلاحظ أنه وعلى الرغم من حقيقة أن الولايات المتحدة تواجه مشكلات مختلفة في ديمقراطيتها، إلا أنها لا تمارس النقد الذاتي، وإنما تواصل تصدير القيم الديمقراطية الأمريكية حول العالم، باستخدام الديمقراطية كذريعة للضغط على الدول الأخرى وتحقيق مصالحها الذاتية، ما يؤدي إلى تفاقم الانقسام في المجتمع الدولي والمواجهة بين التكتلات".
كذلك تابعت الخارجية الصينية أن "الولايات المتحدة تضع قوانينها المحلية فوق القانون الدولي وتتخذ موقفا عمليا من القواعد الدولية التي تتماشى مع (مصالحها)، وتتخلى مع لا يناسبها، حيث انسحبت الولايات المتحدة من 17 منظمة أو اتفاقية دولية مهمة، بما في ذلك مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، واليونسكو، واتفاقية باريس للمناخ، وخطة العمل الشاملة المشتركة بشأن الملف النووي الإيراني، ومعاهدة تجارة الأسلحة، ومعاهدة القضاء على الأسلحة المتوسطة وقصيرة المدى، ومعاهدة السماوات المفتوحة.
كما أكدت الخارجية الصينية أن "الولايات المتحدة، وخلال 240 عاما منذ تأسيسها، لم تشن حروبا لمدة 16 عاما فقط، لهذا يمكن تسمية الولايات المتحدة باطمئنان أكثر الدول حروبا في تاريخ العالم، حيث شاركت الولايات المتحدة أو أطلقت حروبا في الخارج بعد الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك الحرب الكورية وفيتنام والحرب في أفغانستان والحرب في العراق، فيما تسببت تلك الحروب في خسائر جسيمة في صفوف المدنيين وأضرار في الممتلكات، فضلا عن الكوارث الإنسانية الفادحة".
ويقول التقرير إنه منذ عام 2001، أدت الحروب والعمليات العسكرية التي شنتها واشنطن باسم محاربة الإرهاب إلى مقتل أكثر من 900 ألف شخص، منهم حوالي 335 ألفا من المدنيين، وأصيب ملايين الأشخاص، وأجبر عشرات الملايين على الفرار من منازلهم.
المصدر: نوفوستي