لم تترك تلك العقوبات التي توالت من دول الغرب ومؤسساته أي مجال، في حمى مسعورة أظهرت أن ديمقراطية الغرب وحريته ومبادئه تعني الامتثال الكامل في جوقة واحدة لعصا المايسترو الأمريكي.
نذكر على سبيل المثال، تعليق عرض الإعلانات على يوتيوب وغوغل في روسيا، حيث حرم أصحاب قنوات اليوتيوب من الحصول على مداخيل نظير مقاطع الفيديو التي ينشرونها.
ومن ذلك أيضا، إغلاق جميع مراكز شركة "إيكيا" لبيع الأثاث بالتجزئة ومواقع تجارتها عبر الإنترنت في روسيا. قرار غريب يدل على توجه الغرب نحو معاقبة جميع سكان روسيا، ومحاولة خنق هذه البلاد بأي ثمن وبكل الوسائل..
لم يتركوا أي نوع من العقوبات حتى أن شركت "أديداس" علقت التعاون مع الاتحاد الروسي لكرة القدم، ما يعني أن اللاعبين الروس لن يحصلوا على معداتها وألبستها الرياضية!
وفي تلك الحملة من العقوبات، تم إلغاء العرض الأول لفيلم "باتمان" بنسخته الجديدة التي يؤديها الممثل روبرت باتينسون. جرى ذلك قبل يوم من عرضه الأول الرسمي في دور العرض العالمية.
لم يكف كل ذلك، وطال غضب أوروبا والغرب حتى القطط الروسية، حيث منعها الاتحاد الدولي من المشاركة في معارضه. علاوة على ذلك، لا يمكن تصديرها وتسجيلها في كتاب الأنساب الصادر عن الاتحاد.
وبهذا الشأن، قال هذا الاتحاد الدولي لمعارض القطط: "منذ 1 مارس (2020)، لا يمكن استيراد أي قطة يتم تربيتها في روسيا وتسجيلها في أي كتاب نسب للاتحاد الدولي للقطط خارج روسيا، بغض النظر عن المنظمة التي أصدرت نسبها. لا يمكن تمثيل أي قطة مملوكة لأصحاب مقيمين في روسيا في أي معرض للاتحاد خارج روسيا، بغض النظر عن المنظمة التي ينتمي إليها هؤلاء العارضون".
ومن أمثل مثل هذا النوع من العقوبات العبثية والغريبة، استبعاد شجرة بلوط زرعها الكاتب الروسي العالمي إيفان تورغينيف قبل 198 عاما في منطقة أوريل الأوروبية من منافسات "الشجرة الأوروبية".
تورغينيف لم يكن المبدع الروسي الوحيد الذي طالته العقوبات على الرغم من أنه متوف منذ عام 1883، حيث لم يسلم من غرابة عقوبات الغرب الكاتب الروسي العظيم فيودور دوستويفسكي، وذلك بإلغاء جامعة ميلانو محاضرات حوله في أوائل مارس 2022ن وبعد فترة قصيرة عادت الجامعة عن قرارها بسبب احتجاجات الأساتذة والطلاب.
باولو نوري، وهو أستاذ في جامعة ميلانو كتب في تدوينة له قائلا: "في إيطاليا، من الخطر ليس فقط أن تكون روسيا على قيد الحياة، بل أيضا ميتا".
جنون العقوبات ضد روسيا أصاب جيسون ستاثام، الممثل الأمريكي، بريطاني المولد، حيث قرر منع المواطنين الروسي من استخدام اقتباساته وتعليقاته.
هذا الممثل الهوليوودي حرم الروس من عباراته التي ينشرها ومن أمثلتها قوله: "الشخص الصالح لن يحافظ على الهواء السيئ في نفسه".
ومن ذلك يقول هذا الممثل الأمريكي الذي يظن نفسه حكيما: "اليوم، الناس أرخص بكثير من ملابسهم!"، ويزيد من بلاغة في نصيحة أسداها لمتابعيه في مناسبة أخرى تقول: "إذا لم يكن مرحبا بك في مكان ما مرتديا جوارب ممزقة، فلا يجب أن تذهب إلى هناك بالمطلق".
الأدهى من كل ذلك، أن الجميع في دول الغرب وأوروبا يتحدث بلسان الولايات المتحدة، الدولة التي تنتقل من غزو إلى آخر من دون مبرر، وأحيانا بأكاذيب سافرة كما جرى قبيل غزو العراق عام 2003.
الغرب بأكمله يسير أعمى وأصم وراء الولايات المتحدة، الدولة التي تتفنن في إسقاط الحكومات في مختلف أرجاء الأرض، وتترك دولها مرتعا للفوضى والخراب، والأمثلة الشاهدة على ذلك كثيرة يراها الجميع.
على الولايات المتحدة لا تسري المبادئ والمثل والشعارات الرنانة الغربية، ويصمت "ضمير" الغرب وأوروبا عن أبشع الجرائم أثناء غزواتها ومغامراتها العسكرية التي لا تنتهي.
المصدر: RT