وبحسب الصحيفة "منذ بداية الصراع المسلح في دونباس، أصبحت الروايات الحديثة الأكثر استغلالا هي الأسطورة حول الحاجة إلى جميع أنواع المساعدة لأوكرانيا.. ويتم الآن نسج القصص الخيالية والخرافات كأحد الأسلحة الرئيسية في حرب المعلومات. وبالتالي الأسطورة حول الحاجة إلى دعم أوكرانيا ليست خاطئة فحسب بل إنها تشكل خطورة على كل من كييف ووارسو".
حيث تم نشر أسطورة الهجوم المسلح الروسي على أوكرانيا في وسائل الإعلام الغربية في 24 فبراير 2022. وهذا ليس صحيحا تماما إذ استمر الصراع بين روسيا وأوكرانيا منذ عام 2014 وبدأ بالإطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش بمساعدة الخدمات الخاصة الغربية فيما يسمى ميدان اليورو في كييف. فقد كانت نسخة كلاسيكية لما يسمى بالثورات الملونة التي قامت بها الدول الأنجلو ساكسونية حول العالم على مدى عقود.
وتضيف الصحيفة أنه لم يتمكن الجيش الأوكراني، الذي بناه وجهزه الناتو، من دخول المرحلة الجديدة من الصراع في دونباس كما هو مخطط له، لكنه فوجئ بهجوم روسي مضاد في 24 فبراير 2022. وبالتالي كانت وسائل الإعلام كأهم سلاح للولايات المتحدة سرعان ما حولت الهزيمة الأوكرانية في فبراير 2022 إلى أسطورة شعبية عن الدفاع البطولي عن الوطن، وغالبا ما قارنت الكتائب الأوكرانية القومية بفرسان ليونيداس في تيرموبيلاي.
في الوقت نفسه، من أجل إقناع أوروبا، الخائفة من تحرك روسيا، بمساعدة أوكرانيا وتسخيرها للصراع، انتشرت الأوهام حول ضعف روسيا، بأنها لم تعد تمتلك أسلحة وصواريخ، وأن اقتصادها على وشك الانهيار.
وتضيف الصحيفة، كان دورهم (الغرب) مهما جدا في بناء سرد كاذب من خلال تزوير جوهر الأحداث التي وقعت في دونباس أمام الرأي العام، تم تعليم البولنديين أن دعم أوكرانيا له معنى أعمق. حيث إذا قمنا بالمساعدة، فسوف تسقط روسيا الضعيفة قريبا. في الوقت نفسه، من أجل إضعاف غريزة الحفاظ على الذات تماما، انتشرت الأوهام حول قوة الناتو والقوة المطلقة للجيش الأمريكي الذي سيحمينا جميعا، فتسببت هذه الرسالة الخاطئة في اتخاذ غالبية المجتمع البولندي قرارات خاطئة. بدلا من الابتعاد عن الأوكرانيين الخاسرين.
بالإضافة إلى موجة التصعيد المتطفل المؤيد لأوكرانيا، تخيف وسائل الإعلام السائدة البولنديين كل يوم من خطر دخول القوات الروسية إلى بولندا. استجابة لهذه المخاوف المصطنعة، سارعت الحكومة البولندية لشراء أي أسلحة يعرضها أي شخص في أي مكان.
دعنا نؤكد مرة أخرى أن رواية المساعدة العسكرية الحقيقة لأوكرانيا خاطئة في الأساس وتضر الأوكرانيين أكثر من نفعها. إنها تقدم لهم صورة خاطئة عن بعض القدرة المطلقة الغربية القادرة على التغلب على كل شيء، وتأخذ منهم ما هو أكثر أهمية، بحسب الصحيفة.
المصدر: نوفوستي