وكتب مراسلنا علام صبيحات في وصف برؤوس أقلام لما انتابه من شعور وأحاسيس عند زيارته المكان:
- أنطاكيا، المدينة الجميلة القوية المليئة بالحياة، لم تعد قائمة أو موجودة، بالمعنى الحرفي للكلمة.. الغالبية العظمى من أبنيتها انهارت، وما تبقى، تصدّع بشكل خطر جدا، بحيث لم يعد صالحا للاستخدام، ويجب هدمه وتعميره من جديد..
- أنطاكيا الآن، عبارة عن مدينة أشباح.. كل أبنيتها بالمعنى الحرفي للكلمة فارغة.. الناس في الشوارع.. الغبار والدخان يملآن كل شيء.. الشوارع كلها ممتلئة بركام المباني المدمّرة.. الشوارع وبقايا الأبنية، مليئة بالملابس، وألعاب الأطفال، والصور، وبقايا الأثاث، والكتب، والأوراق والأشياء الشخصية، لمن فُقِدوا أو قتلوا تحت الركام..
- عائلات كثيرة قضت بأكملها تحت الركام..
- لا كهرباء ولا ماء، ولا مرافق عامة، ولا خيام تكفي للجميع.. الناس في الشوارع وعلى أطراف المدينة بسبب الخوف من البقاء فيها..
- الجثث تُخرج من تحت الأنقاض، وتوضع في أكياس سوداء، ثم توضع على جنبات الطرقات لجمعها كل مدّة، لدفنها في مقابر أرقام لاحقا للتعرف عليها ممن تبقوا من الأقارب..
- من الصعب جدا التعرف على ملامح الجثث، سوى من الملابس..
- يتمّ كتابة اسم المبنى الذي أخرجت منه الجثة، على كيسها الأسود، لمحاولة التعرف عليها لاحقا، إن بقي من أهلها أحياء.. وتؤخذ عينات "دي أن إيه" لفحصها لاحقا للمطابقة مع الأقرباء فيما بعد..
- أناس يجلسون مقابل كل مبنى مهدوم، ينتظرون إخراج جثث ذويهم وأقربائهم..
- أحد الشبان السوريين الذين كانوا ينتظرون عند أحد المباني المهدومة، فقد والدته وأخته وأخوين اثنين وزوجة أخيه وابنتيه، وينتظر منذ 7 أيام خروج جثة أخ ثالث لا يزال تحت الأنقاض..
- خلال المشي بين الشوارع التي أصبحت أزقة بعد انهيار المباني، بعد أن كانت شوارع واسعة، تشعر بالخوف طول الوقت من انهيار أحد المباني المتصدعة والمتشققة والتي قد تنهار في أية لحظة.
- طواقم الإنقاذ والطواقم الطبية والجيش والجندرما والأمن تعمل بكل طاقتها وعلى مدار الساعة كخلايا النحل.. ولكن التحدّيات كبيرة..
- حتى الآن.. لا تزال الطواقم تخرج أحياءا من تحت الأنقاض.. ما يعني أن عددا كبيرا لا يزالون على قيد الخياة، ولكنهم تحت الأنقاض، وقد لا تتمكن الطواقم من الوصول إليهم أحياء..
- الإنترنت والاتصال في أسوأ أحوالهما.. متوقفة وتعمل ببطء شديد، وإذا توقفت يجب أن نبحث سيرا على الأقدام بين الركام، عن مكان فيه شبكة إنترنت واتصال علنا نعثر على مكان.
- الكارثة كبيرة جدا.. ورائحة الموت.. الموت الحقيقي.. تفوح من كل مكان هنا.
علام صبيحات ـ مراسل RT