أفادت بذلك صحيفة "واشنطن بوست" يوم أمس الخميس نقلا عن مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين، حيث أشار المسؤولون الأوكرانيون إلى أنهم "يحتاجون في الغالبية العظمى من الضربات التي يوجهونها باستخدام الأنظمة الصاروخية المتطورة التي قدمتها الولايات المتحدة إلى توفير إحداثيات وتأكيد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية او حلفائها"، وهو ما يشير إلى مشاركة أكبر للبنتاغون في القتال بأوكرانيا أكثر مما كان يعتقد سابقا.
وصرح مسؤول أوكراني رفيع المستوى بأن القوات الأوكرانية لم تطلق أبدا أحدث الأسلحة دون إحداثيات محددة من القواعد العسكرية الأمريكية في أي مكان في أوروبا، فيما يقول المسؤولون الأوكرانيون إن هذه الإجراءات يجب أن تمنع واشنطن مزيدا من الثقة بشأن مسألة إمداد كييف بمزيد من الأسلحة بعيدة المدى، وتوضح "واشنطن بوست" أن الحديث يدور هنا على وجه الخصوص عن الضربات باستخدام راجمات الصواريخ "هيمارس" وM270.
ووفقا للصحيفة، أقر مسؤول أمريكي بأن الولايات المتحدة تلعب "دورا رئيسيا" فيما يتعلق بتنفيذ هذه الضربات الصاروخية، وتابع: "تهدف المساعدة إلى ضمان الدقة والحفاظ على مخزون الذخيرة المحدود لتحقيق أقصى قدر من الفعالية". وبحسب رواية المسؤول الأمريكي، فإن أوكرانيا "لا تطلب من الولايات المتحدة الأمريكية الإذن بضرب القوات الروسية، وتضرب بانتظام القوات الروسية بمفردها بأنواع أخرى من الأسلحة"، وبحسب هذا المسؤول، فإن الجانب الأمريكي "يقدم إحداثيات ومعلومات لتحديد دقيق للهدف" كدعم استشاري.
ووفقا لمصدر الصحيفة من بين المسؤولين الأوكرانيين، فإن القوات المسلحة الأوكرانية هي من تختار الهدف لضربه، ثم يطلب الجانب الأوكراني "إحداثيات أكثر دقة من شركائه الأمريكيين"، وتتابع الصحيفة أن "الأمريكيين، وفقا لهذا المسؤول، لا يقدمون دائما الإحداثيات المطلوبة، وفي هذه الحالة، لا يقوم الجيش الأوكراني بهذه الضربة"، حيث تقول الصحيفة إن "أوكرانيا يمكن أن تضرب بدون مساعدة الجانب الأمريكي، إلا أنها لا تريد إهدار الذخيرة باهظة الثمن"، فيما يشير المصدر إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية "عادة ما لا تقرر الهجوم دون تأكيد من الولايات المتحدة الأمريكية".
وذكرت الصحيفة كيف تسعى كييف لتوفير صواريخ باليستية عملياتية وتكتيكية من طراز ATACMS من الولايات المتحدة الأمريكية. وردا على مخاوف الأمريكيين بشأن ما إذا كان تزويد واشنطن بهذه الأنظمة قد يدفع نحو تصعيد الصراع، يقول المسؤول الأوكراني: "تتحكمون في جميع عمليات الإطلاق تقريبا على أي حال. لهذا فعندما تقول إنك تخشى استخدامها في غرض آخر، فإنه لا يمكننا فعل ذلك، حتى لو أردنا"، لكن المسؤول الأمريكي لم يوافق على هذا الطرح.
وتتضمن المادة المنشورة على صفحات "واشنطن بوست" تعليق من المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، الذي يقول إن "الولايات المتحدة اعترفت منذ فترة طويلة بأنها تقدم معلومات استخباراتية لأوكرانيا"، مضيفا أن الولايات المتحدة "تقوم بمرور الوقت بتبسيط عملية توفير المعلومات لتسهيل عمليات الاستهداف بسرعة أكبر وعلى نطاق أوسع".
ووفقا لرايدر، فإن "الأوكرانيين مسؤولون عن العثور على الأهداف، وتحديد أولوياتها، ثم اتخاذ القرارات النهائية بشأن الأهداف التي يجب ضربها"، مؤكدا على أن "الولايات المتحدة لا تؤكد الأهداف، ولا تشارك في اختيارها وإصابتها".
المصدر: واشنطن بوست