مباشر

باحث سياسي يكشف لـ"RT" الدلالات الخفيّة للغرب وراء "قعقعة" تسليح أوكرانيا

تابعوا RT على
أكد الباحث السياسي المصري مصطفى السعيد، أن كشف الدول عن حجم مساعداتها لكييف أمر صاخب متعمد، لرفع معنويات قوات كييف التي تواجه وضعا صعبا للغاية، وفق الرئيس الأوكراني نفسه.

ولفت الكاتب الصحفي السعيد في حديث لـ"RT"، إلى أن المتبع عادة عند تزويد الجيوش بالأسلحة أثناء أو قبل الحرب، يتمثل بالكتمان عن العدو بما يتعلّق بحجم ونوع الأسلحة والذخائر، وتضليله قدر الإمكان.

وبيّن أن ذلك يحدث مفاجأة للعدو أثناء المعارك، فلا يستطيع تدارك أمر وصول سلاح جديد أو نوع متطور من الذخائر، "ومع ذلك نحن نرى عكس هذا المبدأ الشائع في الدعم العسكري الذي تتلقاه أوكرانيا من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، والتي تعتبر جميعها دول عظمى لها تاريخها العسكري الطويل، ولا يمكن أن تخفى عليها تلك البديهية".

زيلينسكي يمهد بنفسه للهزيمة

وتطرق السعيد إلى أن الرئيس الأوكراني نفسه وعند ظهوره على الشاشات، عبّر بأسى واضح عن الأوضاع الصعبة للقوات الأوكرانية، وكأنه يمهد لهزائم وشيكة، ويقول إن الجيش الروسي يريد الإحتفال بالذكرى الأولى للحرب وقد حقق إنتصارا ملموسا، علما أن الذكرى تحل في 24 فبراير الجاري.

بالإضافة إلى أن الدبابات الأوروبية والأمريكية الموعودة لن تأتي حتما قبل هذا التاريخ، "فما الفائدة التي ستحققها؟" حيث تقتصر الفائدة في هذه الحالة على المعنويات، ودعوة المقاتلين إلى التحمّل والتشبّث بالأرض حتى وصول الدبابات الألمانية والإنجليزية والفرنسية والأمريكية.

تصريحات ماكرون المبكرة 

فضلا عن التصريحات المبكرة جدا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن إرسال طائرات مقاتلة، والذي لم يناقشه أعضاء الناتو الداعمين لأوكرانيا حتى الآن، وهم لم ينتهوا بعد من الخلافات حول أعداد الدبابات التي يمكن إرسالها، وموعد وصولها، وما تحتاجه من تجهيزات في الصيانة والتزود بالوقود والذخائر.

وتساءل السعيد "هل هناك هدف آخر من وراء كل هذا الضجيج بشأن أمور كان ينبغي كتمها؟"، موضحا أن الهدف الممكن الآخر هو تخويف روسيا، وأن تشعر أن الغرب كله قد اجتمع عليها بكل أسلحته وتقنياته، ولا يمكن لها أن تقف وحدها بوجه كل تلك الأسلحة المتدفقة على أوكرانيا، ولهذا عليها أن ترتعد خوفا، وأن تعلن تخليها عن الحرب، وتنسحب وتؤثر السلامة.

الرد الروسي: الدبابات لن تغير شيئا

وتابع الباحث السعيد: "لا يوجد إلا هذا الاحتمال البائس، الذي لا يمكن توقعه من دولة مثل روسيا، ومن قيادة على رأسها بوتين، فما حدث في خضم ات العلنية بين الدول الداعمة لأوكرانيا عن الدبابات، وجاء رد القيادة الروسية بأن كل تلك الدبابات لن تغيّر شيئا في مسار المعارك، وأنها ستلحق بسابقاتها من الدبابات الأوكرانية، وإشارات أخرى بأن بدء إرسال أسلحة غربية إلى أوكرانيا يعني أنها استنفدت كامل الأسلحة الضخمة الأوكرانية".

وأردف: "بالإضافة إلى الأسلحة التي جرى شحنها إلى أوكرانيا من دول شرق أوروبا، التي كانت تحوز أسلحة سوفييتية الصنع، ومنها دبابات تي 72، ومنظومات الدفاع الجوي إس 300، وطائرات سوخوي 24، و25، ميغ 29، وأنواع من المدافع وراجمات الصواريخ وغيرها من الأسلحة السوفييتية، وكانت العديد من دول أوروبا الشرقية مثل بولندا وبلغاريا ورومانيا ومولدوفا وغيرها تعتمد على السلاح السوفييتي، ولديها مخزون كبير منه، لكن مطالبة دول في وسط آسيا وأفريقيا بنقل ما لديها من أسلحة سوفييتية إلى أوكرانيا، مقابل وعود بتعويضها بأسلحة غربية يعني أن الخسائر الأوكرانية كانت هائلة جدا، وأن الجيش الأوكراني قد مني بخسائر فادحة للغاية طالما استهلك كل هذه الأسلحة من كل تلك البلدان."

وعن خطورة تغيير نوع الأسلحة أثناء احتدام المعارك، اعتبر السعيد أنها عملية محفوفة بالمخاطر، فالأسلحة يجب التدريب عليها بشكل جيد، وأن تنسجم التكتيكات العسكرية للأسلحة الهجينة.

موسكو: الدفع بأكثر الأسلحة تطورا

أما عن خطة روسيا في مواجهة هذه الخطوة الغربية فهي الإعلان عن الدفع بأنواع أكثر تطورا من الأسلحة الروسية، تقول إنها أكثر كفاءة من الأسلحة الغربية سواء في المعدات أو الصواريخ أو الطائرات، لكن الأخطر هو ما أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والذي قال إن القوات الروسية سوف تتقدّم في عمق الأراضي الأوكرانية بحسب مدى الأسلحة التي ستتزود بها من الغرب، لكي تحمي روسيا أراضيها وشعبها وجنودها، أي أن إرسال صواريخ مداها 100 كيلومتر، سيترتب عليه تقدم القوات الروسية نفس المسافة، وإذا زاد المدى سيزيد عمق التوغل".

إيقاظ الشعور القومي الروسي

وخلص الباحث السياسي مصطفى السعيد إلى أن الحرب الأوكرانية تتدحرج بوتيرة أسرع من التوقعات، ودخول أسلحة أكثر تطورا وأكبر حجما سيعني المزيد من الدمار والخسائر والاستنزاف، وكان الرهان الغربي أن روسيا لن تتحمل حربا طويلة، لكن يبدو أن روسيا أكثر جهوزية لحرب طويلة، سواء على صعيد التسليح أو الاقتصاد.

بالإضافة إلى أن المشاركة بالدبابات الألمانية منح روسيا المبرّر للربط بين هجوم ألمانيا النازية على روسيا والحرب الدائرة حاليا، مثلما أدت العقوبات على الشعب الروسي، والتي شملت الرياضة والفنون والأدب إلى إيقاظ الشعور القومي الروسي، وشد الوتر القومي ليكون أهم الدعائم النفسية في حرب قد تطول.

ناصر حاتم - القاهرة

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا