جاء ذلك خلال مقال كتبه المسؤول الذي كان موظفا في البيت الأبيض أثناء إدارة رونالد ريغان، أشار فيه إلى أنه منذ أكثر من عقدين من الزمان، كانت الإدارات الأمريكية المتعاقبة تزيد من احتمال نشوب صراع نووي، وبدأ ذلك، وفقا للكاتب، حينما حنث بيل كلينتون بوعده بعدم تقريب "الناتو" من حدود روسيا، ثم ألغى خلفاؤه جميع اتفاقيات بناء الثقة التي تم التوصل إليها خلال الحرب الباردة.
وتابع روبرتس: "لقد دمرت استفزازات روسيا منذ الإطاحة بالحكومة الأوكرانية، عام 2014، ثقة روسيا بواشنطن تماما. حيث يقول علماء الذرة إننا على بعد 90 ثانية من منتصف الليل (يوم القيامة)، وأعتقد أننا على بعد نانو ثانية، فقد وصلنا إلى النقطة التي لا يتطلب الأمر فيها سوى إنذار خاطئ واحد بشأن اقتراب الصواريخ".
وفي رأيه، يعتقد السياسيون الغربيون "غير الأكفاء وغير المسؤولين والحمقى مطلقا" أن مكانتهم في أوكرانيا تبرر الحرب النووية. و"بدلا من التمسك باتفاقيات مينسك للحفاظ على السلام في أوكرانيا، استخدمتها واشنطن لخداع بوتين لتشكيل جيش أوكراني لمهاجمة جمهوريات دونباس. وبدلا من العمل مع الرئيس الروسي لإبرام اتفاقية أمنية متبادلة، استفزت واشنطن بتوسيع الصراع في أوكرانيا من أجل زيادة (الناتو) على حساب فنلندا والسويد، وبالتالي مضاعفة وجود التحالف الغربي على الحدود مع روسيا"، وأشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية و"الناتو" يشاركون الآن بنشاط في الصراع بأوكرانيا لدرجة أن "المرء يتساءل، ماذا عسى واشنطن أن تفعل عندما يخترق الروس الدفاعات الأوكرانية؟ هل سيسارع جنود الولايات المتحدة و(الناتو) لمساعدة أوكرانيا؟".
ويتابع الكاتب أن "بإمكانك أن ترى انتصار الشر في نشر الأسلحة التي إذا تم استخدامها ستدمر الحياة على الأرض. وارتفع احتمال استخدامها بشكل كبير في القرن الحادي والعشرين، فيما أعلنت الديمقراطية هيلاري كلينتون أن رئيس روسيا هو (هتلر الجديد)، ودعا السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إلى اغتيال الرئيس بوتين".
ويرى الكاتب أنه "إذا كان لدى هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، ووكالة المخابرات المركزية، والسياسيين الأمريكيين أقل قدر من المعلومات الاستخبارية لفهموا أنه في ظل المناخ العام من الضربات النووية الوقائية، فإن الأسلحة النووية تعرض وجود الولايات المتحدة الأمريكية للخطر. إنها لا تحمينا".
ويتابع الكاتب أن فكرة أن "روسيا والصين تريد أن تحكمنا هي فكرة مجنونة"، مؤكدا على أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من يملك "الأيديولوجية التوسعية وأجندة الهيمنة على العالم"، أما الحكومتان الروسية والصينية، فلديهما مشاكلهما الخاصة، ولا تريدان مشاكل دولة "مفلسة أخلاقيا" مثل الولايات المتحدة، حيث "يتزوج الرجال من الرجال، والنساء ومن النساء، ويقوم الأطباء بتشويه الأعضاء التناسلية للشباب من أجل تحويلهم جنسيا".
ويقول الكاتب إنه "خلال القرن العشرين كانت أوقات التحذير من الحرب الباردة أطول، وكان مبدأ التدمير المتبادل بمثابة هجوم نووي رادع. أما اليوم، فقد أدت سرعة الصواريخ الروسية فرط الصوتية، والقدرة على تغيير مسار الصاروخ بشكل غير متوقع إلى تغيير التركيز على الضربة الوقائية، حيث لا يتطلب الأمر سوى تحذير كاذب واحد لبدء نهاية العالم النووية حيث لا يوجد وقت لتحديد ما إذا كان التحذير كاذبا".
ويظن الكاتب أنه ينبغي على الجميع أن "يفهم أنه بمجرد أن غيرت واشنطن أولا، ومن ثم روسيا، عقيدتهما الحربية، من عدم البدء باستخدام الأسلحة النووية إلى الهجوم الاستباقي، فإن الأسلحة النووية لم تعد من أجل الردع، حيث يضمن مبدأ الهجوم الوقائي استخدامها في حالة وجود إنذار كاذب واحد"، فيما يرى الكاتب أنه "يجب القبض على مخططي الحرب الأمريكيين المسؤولين عن هذا التغيير على الفور، ومحاكمتهم بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ونبذ هذه العقيدة".
خلال الحرب الباردة، يتابع الكاتب، "كان هناك من يعتقدون أن (الحمر أفضل من الموت). وقد ماتت الأيديولوجية الشيوعية التوسعية اليوم. والمحافظون الجدد الأمريكيون هم الذين يسيطرون على السياسة الخارجية الأمريكية، ممن لديهم أجندة توسعية للهيمنة الأمريكية. ومن الجنون أن يعتقد هؤلاء أن بإمكان الولايات المتحدة ممارسة هيمنتها على روسيا والصين".
ويختم الكاتب المقال بعبارة: "إذا أردنا البقاء على قيد الحياة، يجب أن نتوقف فورا عن هذا الجنون" موضحا أن "الحرب النووية تعني دمار الكوكب".
المصدر: Paul Craig Roberts – Institute for Political Economy