جاء ذلك خلال كلمة رئيس الوزراء الياباني أمام الجلسة العامة لمجلس النواب بالبرلمان، يوم أمس الاثنين، حيث قال: "لقد نشأ وضع صعب في العلاقات اليابانية الروسية بسبب العدوان الروسي على أوكرانيا، إلا أن اليابان ستواصل التمسك بسياستها الهادفة إلى حل قضية الأراضي وإبرام معاهدة سلام".
وتتفاوض موسكو وطوكيو منذ منتصف القرن الماضي حول التوصل لمعاهدة سلام بعد الحرب العالمية الثانية، ويقف العائق الرئيسي أمام ذلك الخلاف حول الحقوق في الجزء الجنوبي من جزر الكوريل المتنازع عليه، حيث تم ضم الأرخبيل بأكمله (وبضمنه الجزر) بعد الحرب إلى الاتحاد السوفيتي، لكن اليابان تنازع في ملكية إيتوروب وكوناشير وشيكوتان ومجموعة من الجزر الصغيرة غير المأهولة، في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الخارجية الروسية مرارا وتكرارا أن سيادة موسكو على هذه الأراضي، التي تتمتع بالإطار القانوني الدولي المناسب، أمر لا جدال حوله.
وفي مارس 2022، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو ستنهي المفاوضات مع طوكيو بشأن قضية معاهدة السلام بسبب فرض اليابان قيودا أحادية الجانب ضد روسيا فيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا. كما انسحبت موسكو من الحوار مع طوكيو حول إقامة أنشطة اقتصادية مشتركة في جزر الكوريل الجنوبية ومنعت تمديد مكانة اليابان كشريك لمنظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود في الحوار بشأن عدد من القطاعات.
في سياق متسق، صرح رئيس الوزراء الياباني بأن اليابان تنوي تعزيز تفاعلها مع الشركاء في مجموعة الدول الصناعية السبع G7 وما يسمى بدول الجنوب العالمي في سياق تعزيز سياسة الضغط والعقوبات ضد روسيا ودعم أوكرانيا.
وتابع فوميو كيشيدا: "لكي يتعاون المجتمع الدولي بأسره في الاستجابة للتحديات المختلفة التي تواجه العالم، ستوحد مجموعة الدول السبع وتعزز مشاركتها مع ما يسمى بالجنوب العالمي، وسنعمل معا للتغلب على مشكلات الطاقة والغذاء وأزمات الاقتصاد العالمي. إضافة إلى ذلك، سنواصل بنشاط تعزيز العقوبات ضد روسيا، ودعم أوكرانيا".
وفي حديثه عن رئاسة اليابان لمجموعة G7 هذا العام، أضاف كيشيدا أيضا أن طوكيو تعتزم أن تظهر في قمة هيروشيما القادمة التزامها بقيادة الجهود الدولية لإنشاء عالم خال من الأسلحة النووية.
وتترأس اليابان مجموعة الدول الصناعية السبع G7، وستعقد قمتها في هيروشيما في مايو المقبل، وقد تعرضت هذه المدينة يوم 6 أغسطس عام 1945 لقصف نووي أمريكي، وأصبحت هي ومدينة ناغازاكي، التي أسقطت عليها الولايات المتحدة قنبلة ذرية في 9 أغسطس 1945 المكان الوحيد في العالم الذي استخدمت فيه الأسلحة النووية في القتال.
وأوضح كيشيدا، الذي توجد دائرته الانتخابية في هيروشيما، اختياره لمكان انعقاد القمة بأنه رسالة قوية إلى العالم لصالح التخلي عن الأسلحة النووية.
المصدر: تاس