جاء ذلك في تعليق على ما نشرته "الجريدة البرلمانية" بشأن المفهوم الجديد للسياسة الخارجية الروسية، حيث أكدت زاخاروفا على أن الممارسة الروسية للتخطيط الاستراتيجي وتخطيط السياسة الخارجية تعتمد بأوسع نطاق على مصادر المعلومات، حيث تتمثل المهمة الأساسية في التقييم الموضوعي للوضع في العالم وآفاق مزيد من التطوير. وعلى وجه الخصوص نهج الدول الأجنبية المؤثرة والكتل المكونة من عدد من الدول، بما في ذلك غير الودية، خاصة المثبت في وثائقها التي ترسم عقيدتها الاستراتيجية. ومن بين ذلك المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف "الناتو"، الذي تم تبنيه في عام 2022.
وكانت الخارجية الروسية قد كشفت عن تفاصيل مسودة مفهوم السياسة الخارجية الروسية التي ناقشها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مجلس الأمن الروسي في يناير من هذا العام، ولكن بعد ذلك تقرر إرسال الوثيقة للمراجعة، وقبل أيام، وتحديدا في 21 ديسمبر الجاري، ناقش أعضاء المجلس الوثيقة مرة أخرى، حيث كان المتحدث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف.
وأوضح الرئيس بوتين في وقت سابق ضرورة تحديد المفهوم لمجالات محددة من عمل السياسة الخارجية، مشيرا إلى أن هذا المفهوم، إلى جانب استراتيجية الأمن القومي التي اعتمدتها روسيا سابقا، يجب أن يصبحا خارطة طريق لوزارة الخارجية وغيرها من الإدارات. وفي الخريف الماضي، أشار مجلس الأمن الروسي إلى أن المفهوم سيعكس نهجا جديدا للعلاقات مع الغرب، حيث كشفت الخارجية عن بعض تفاصيل المفهوم المرتقب لـ "الجريدة البرلمانية".
الحق في ردود الأفعال غير المتماثلة
تذكر الوزارة بأن النهج المبدئي لروسيا تجاه الأعمال العدائية المرتكبة ضدها هو ما تمت صياغته في الفقرة 99 من استراتيجية الأمن القومي الروسي، التي تمت الموافقة عليها بمرسوم رئاسي صادر في 2 يوليو 2021، والذي ينص على أنه "في حالة قيام دولة أجنبية بارتكاب مثل هذه الأعمال، بما في ذلك تلك المتعلقة باستخدام تدابير تقييدية ذات طبيعة سياسية أو اقتصادية، أو باستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات الحديثة، فإن روسيا تعتبر أنه من القانوني اتخاذ تدابير متماثلة أو غير متماثلة على حد سواء". وبحسب دبلوماسيين، فإن هذه الإجراءات ضرورية "لوقف مثل هذه الأعمال غير الودية، وكذلك لمنع تكرارها في المستقبل".
استعداد روسيا لعلاقات ندية ومتبادلة المنفعة
أشارت الوزارة إلى أنه وفقا للاستراتيجية، فإن من بين المبادئ الرئيسية للسياسة الخارجية الروسية، والتي تنطبق على جميع مناطقها الوظيفية والجغرافية: الاتساق، والاستقلال، والنهج متعدد التوجهات، والانفتاح، والقدرة على التنبؤ، والبراغماتية، والاستناد إلى المصالح الوطنية. وأكدت الوزارة على أن هناك "استعدادا لتطوير علاقات ندية متساوية ومفيدة للطرفين مع جميع الدول والتكتلات التي تظهر مصلحة مشتركة".
وتضع الوزارة استنتاجا مفاده أن "هذا النهج هو المرشد في تعزيز التعاون مع شركاء روسيا ذوي التفكير البناء".
ومن المتوقع أن ينشر المفهوم الجديد للسياسة الخارجية الروسية أوائل العام الجديد 2023، وفقا لما أعلنه مدير إدارة تخطيط السياسة الخارجية، أليكسي دروبينين، في "مؤتمر الدبلوماسية في العالم الحديث: التقييمات والتحديات والآفاق"، فيما أكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، يوم 22 ديسمبر الجاري، أن مفهوم السياسة الخارجية الجديد ستتم الموافقة عليه من مجلس الأمن الروسي الموسع.
المصدر: الجريدة البرلمانية