وقال كارتونوف خلال مقابلة أجراها مع وكالة تاس أن إمداد كييف بمنظومات باتريوت للدفاع الجوي بعد زيارة زيلينسكي، تمثل خطوة في اتجاه التصعيد، لأن روسيا حذرت الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة من أن هذه الخطوة لن تمر دون رد".
توريد الأسلحة
براي كورتونوف من الناحية النظرية، توريد منظومات الدفاع الجوي باتريوت لكييف قد يشكل خطا أحمر بالنسبة لروسيا. "لكن في الوقت نفسه، يمكننا القول بثقة أن نقل المنظومات ستكون مهمة صعبة ليس من الناحية السياسية فحسب، وإنما من الناحية اللوجستية والتنظيمية أيضا"، مضيفا. "أن هذه المنظومات ضخمة ومعقدة، ودخولها لساحة المعركة يتطلب إيصالها، ونشرها، والتدريب على تشغيلها، هذا كله يتطلب الكثير من الجهد والوقت".
على هذا الأساس، وفقا لكورتونوف، إذا تقرر توريدها، "فلن يكون بالامكان دخولها الخدمة قريبا جدا، في الواقع هذا يتطلب عدة أشهر. بالإضافة لذلك، كما أوضح الخبير، نظام باتريوت القديم، الذي تم إنتاجه خلال الحرب الباردة، خضع للعديد من التعديلات، والمدى الذي تستطيع الصواريخ الوصول إليه يختلف بين المنظومات الحديثة والقديمة". بمعنى أن هناك منظومات أكثر وأقل حداثة، ومن غير المعروف بعد أي منها سيتم توريدها لأوكرانيا". وأضاف في كل الأحوال: "إذا تمت عمليات التسليم، فستكون هذه المنظومات أهدافا ذات الأولوية للقوات الروسية".
ولفت الباحث السياسي إلى أن زيلينسكي أراد من خلال زيارته للولايات المتحدة، على الأقل الحفاظ على مستوى الدعم العسكري والمالي الحالي لأوكرانيا، والسعي لتوسيعه. "من المؤكد أن زيلينسكي ناقش في البيت الأبيض تزويده بأنظمة دفاع جوي حديثة إضافية، وعلى الأرجح، كان يطمح بالحصول على أنظمة تسليح حديثة أخرى، لم تقدمها واشنطن من قبل، ولكن برأي زيلينسكي، يتوجب على الولايات المتحدة أن تقدمها لأوكرانيا".
إبقاء الموضوع الأوكراني حياً
يعتقد كورتونوف "أن زيلينسكي أراد التأكيد على بقاء الموضوع الأوكراني كواحد من الموضوعات الرئيسية المتداولة في الخطاب السياسي الأمريكي، لأنه أحس بأن الموضوع الأوكراني تم استبعاده جانبا خلال الفترة الماضية بسبب المشاكل السياسة الداخلية في الولايات المتحدة".
وفقا لخبير السياسة، انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر كانت بمثابة جرس إنذار أيقظ أوكرانيا، إذ لم تكن أوكرانيا حاضرة كأحد الموضوعات الرئيسية. وشدد الخبير على أن "قضايا التضخم والهجرة والإجهاض وجرائم الشوارع وتغير المناخ كانت أكثر أهمية". في الواقع لم تكن هناك قضايا سياسة خارجية ضمن الأولوية على الإطلاق. بالطبع، من المهم بالنسبة لزيلينسكي إعادة تسخين الموضوع الأوكراني، واستمرار تغطيته في وسائل الإعلام، وبقاؤه في مركز اهتمام الجمهور".
زيلينسكي الخيار الملائم
وأشار كورتونوف إلى أن القيادة الأمريكية استثمرت الكثير في الرئيس الحالي لأوكرانيا، وما زالت ترى فيه خيارا مناسبا للعب الدور الذي يقوم به، من جوانب عدة. لكنه أوضح في الوقت نفسه "أن هناك تباينات في المصالح، إذ يعتقد البعض أن زيلينسكي كثيرا ما يتجاوز حده، ولا يستمع دائما للنصائح التي تأتي من واشنطن". "لكن في الوقت نفسه، من الصعب إيجاد بديل أكثر ملاءمة للأمريكيين".
في المقابل، أراد زيلينسكي إرسال إشارة إلى شركائه وأصدقائه ومعارضيه أنه يستطيع القيام برحلة للخارج مع بقاء الأوضاع تحت السيطرة. بمعنى أنه "يستطيع مغادرة بلاده لبضعة أيام دون خوف على الاستقرار السياسي واستقرار الحكومة".
المصدر: تاس