وأفادت بأن القاعدة الجوية بنيت على مساحة منبسطة من الصحراء تبعد حوالي 30 كيلومترا جنوب غربي العاصمة القطرية الدوحة، وكانت تعتبر ذات مرة حساسة للغاية لدرجة أن ضباط الجيش الأمريكيين حددوها على أنها موجودة في مكان ما "في جنوب غرب آسيا" فقط.
واليوم، يعد المركز المترامي الأطراف جوهرة قطر الاستراتيجية، ويعرض الشراكة الأمنية القوية للإمارة الخليجية مع الولايات المتحدة، التي تعتبر الدوحة الآن حليفا رئيسيا من خارج الناتو.
وضخ القطريون أكثر من 8 مليارات دولار لتطوير القاعدة منذ عام 2003.
وتقول وكالة "أسوشيتد برس" إن صحافييها شاهدوا في زيارة، الجمعة، ثكنات وقاعة طعام جديدة حيث يؤكد طيارون أن تحسينات أخرى قادمة في الطريق.
وقال الطيارون إن إنشاء فرقة مهام جديدة تركز على الطائرات بدون طيار وغيرها من تقنيات الحرب المتطورة في قاعدة العديد يظهر أن واشنطن موجودة هناك لتبقى، على الرغم من وجود مخاوف بعكس ذلك.
وقالت اللفتنانت كولونيل في سلاح الجو الأمريكي إيرين بريلا، لوكالة "أسوشيتد برس"، إن "هناك التزاما هائلا من القوات الجوية الأمريكية تجاه هذه المنطقة.. نحن باقون كقدرة راسخة".
وأشارت الوكالة إلى أن بناء وتحديث قاعدة العديد يعكسان "الحروب الأبدية" التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن من قبل تنظيم القاعدة.
وتضيف أنه عندما طلبت السعودية من القوات الأمريكية مغادرة المملكة، عرضت قطر على الولايات المتحدة قاعدة العديد، التي بنيت بتكلفة أولية تقدر بمليار دولار.
وسرعان ما أصبحت العديد المقر المتقدم للقيادة المركزية للجيش الأمريكي، حيث يشرف مركز العمليات الجوية المشتركة التابع لها على المهام القتالية ورحلات المراقبة والطائرات بدون طيار عبر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا.
ومع تصاعد التوترات مع إيران، تبحث الولايات المتحدة وحلفاؤها عن طرق لمواجهة الطائرات المسيرة منخفضة التكلفة التي تستخدمها طهران والجماعات المتحالفة معها في المنطقة، ومنهم الحوثيون.
وتقول بريلا "إن فرقة المهام 99 الجديدة التابعة للقوات الجوية، والمتمركزة حديثا في قاعدة العديد، تركز على مواجهة هذا التهديد بنفس الطريقة، باعتبار أن الولايات المتحدة وحلفائها لا يريدون أن يجبروا على استخدام صاروخ كلفته مليون دولار لإسقاط طائرة مسيرة لا تتجاوز كلفتها ألف دولار".
وتشابه فرقة المهام 99 قوة مماثلة موجودة في الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، وترسل الطائرات بدون طيار إلى مياه الشرق الأوسط.
ومثل البحرية، يريد سلاح الجو التركيز على التكنولوجيا المتطورة والمتاحة على نطاق واسع ويمكن أن تتشاركها مع الدول الحليفة ولا تقلق بشأن الخسائر، على عكس الطائرات المسيرة من طراز "MQ-9 Reaper" التي تبلغ كلفتها 32 مليون دولار وكان تنطلق من قاعدة العديد في الماضي.
بالنسبة لقطر، توفر استضافة القاعدة الحماية في منطقة متوترة، مما يسمح لها بمواجهة جيرانها.
وباعتبارها المركز المشترك للقوات الجوية الأميرية القطرية وسلاح الجو الملكي البريطاني والقيادة المركزية الأمريكية، تضم القاعدة مواقف سيارات من طراز "C-17" ومدارج طويلة لاستيعاب أثقل القاذفات الجوية التي تعمل في أجواء صحراوية شديدة الحرارة.
المصدر: وكالة "أسوشيتد برس"