وكتبت الصحيفة: بعد نهاية الحرب الباردة، أصبحت النيوليبرالية الأمريكية المعيار الأساسي في العالم ولا يمكن قبول أي نموذج بديل، وأعلنت واشنطن أن القرن 21 هو القرن الأمريكي.
وأضافت: الحلم الأوروبي بالرغم من ذلك ظل قائما لبعض الوقت. فقد أنشأت الدول الأوروبية بنية أمنية مع روسيا، وفي عام 1992 تم توقيع معاهدة ماستريخت، التي وضعت حجر الأساس للاتحاد الأوروبي. لكن، أوروبا ارتكبت خطأ كبيرا بمحاولة الجمع بين متناقضين هما الوحدة الأوروبية والتبعية لما وراء الأطلسي. لقد أصبح من الواضح بعد انتهاء حرب العراق أن أوروبا المرتهنة للولايات المتحدة لا يمكن أن تبقى موحدة.
وبعد مرور 30 عاما، لا يزال الاتحاد الأوروبي موجودا، لكن أحلام الاعتماد على الذات والاستقلال تبخرت، وتم تقويض البنية الأمنية المشتركة مع روسيا والآن جاءت الأزمة الأوكرانية لتدفن أحلام الوحدة والسيادة.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي الحديث يعاني من قصور في الديمقراطية، وهو بعيد عن هموم المواطنين. اليوم، في جميع البلدان الأوروبية، يمكن للمرء أن يلاحظ مجتمعا متعبا، ونظاما حزبيا هشا، وأزمات اجتماعية، وطغيانا للشعبوية، والنزعات القومية، والآن أضيف إليها الأزمة الاقتصادية الناجمة عن أزمة أوكرانيا.
وأشار المقال إلى أنه إذا امتنع الاتحاد الأوروبي الآن عن انتقاد أوروبا المرتبطة بروابط وثيقة مع واشنطن عبر الأطلسي، ولا تتمتع بسيادة كاملة، سيكون لذلك أثرا قاتلا، لأن الاتحاد المجزأ سيكون من الصعب في وقت ما إعادة توحيده.
كما أن الاتحاد الأوروبي، المفكك إلى دول مستقلة، سيكون "كرة" في ملعب الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وتركيا، والمملكة المتحدة.
وختم المقال أن أوروبا، قد تشهد في مرحلة ما مواجهة أهلية، ولا يمكن تجنب هذا السيناريو إلا بوجود أوروبا ذات سيادة ومستقلة عن الولايات المتحدة.
المصدر: Ino TV