جاء ذلك في افتتاحية نشرتها اليوم الخميس "جريدة جنوب الصين الصباحية"، حيث تابعت الجريدة أن تلك الصيغة قد تصبح مناسبة مرة أخرى على خلفية الاضطرابات التي تحدث في العالم وعودة العالم متعدد الأقطاب وطول أمد الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
وكتبت الجريدة: "في عالم على أعتاب حرب باردة جديدة، قد تجد صيغة G2 المهجورة للعلاقات الصينية الأمريكية مكانتها مرة أخرى تحت الشمس"، مشيرة إلى أن الأسبوعين المقبلين سيكونان مهمين للعالم بأسره. وذلك في ضوء مؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ في شرم الشيخ، وقمة مجموعة العشرين في أندونيسيا.
وتابعت الجريدة: "من الواضح أن مصير هذه الأحداث والعالم بأسره سيعتمد على كيفية قيام بكين وواشنطن بالوقوف على أهبة الاستعداد للتعاون مع عودة النظام الدولي متعدد الأقطاب، مدفوعا بالحرب التي طال أمدها بين روسيا وأوكرانيا والمشاحنات المريرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين". حيث يعتقد كاتب المقال أن مناقشة مفهوم الارتباط غير الرسمي داخل صيغة G2 بين الصين والولايات المتحدة، والذي أصبح شائعا بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008، قد عاد أيضا.
وهذه الصيغة، كما تذكر الجريدة، روج لها بنشاط عالم السياسة الأمريكي ومستشار الأمن القومي السابق للولايات المتحدة زبيغنيو بريجنسكي، والذي يتمثل في تقديم العلاقات الأمريكية الصينية كشراكة شاملة، ومنع الصدام بين الحضارتين. ووفقا لمؤيدي هذه الصيغة/المشروع، فإن منح الصين مكانة شريك قريب من النظير يمكن أن يساعد في تشجيع بكين على اللعب وفقا للقواعد، وتشجيع التعاون لتجنب المنافسة الصفرية معها.
وتتابع الجريدة: "بالنظر إلى الماضي، فإن تلك كانت بمثابة فرصة ضائعة بالنسبة للصين. فإذا قبلت بكين بصيغة G2 وهي مبادرة نادرة للقيادة المشتركة للولايات المتحدة الأمريكية والصين على المسرح العالمي، فقد يتغير مسار تنمية العلاقات الثنائية والعالم بأسره".
في الوقت نفسه تشير الجريدة إلى أن هذا المفهوم في البداية لم يتعارض مع رغبة بكين في أن تصبح لاعبا معتبرا وعظيما على قدم المساواة مع واشنطن. ومع ذلك فقد رأت الصين في ذلك فخا من جانب الولايات المتحدة الأمريكية يهدف إلى إعاقة تنميتها.
يتابع المقال: "لقد أصبح انسحاب بكين من صيغة G2 فيما بعد علامة فارقة في العلاقات الثنائية بين البلدين، ما مثل صعودا متزايد الثقة والحزم للصين، فضلا عن انعكاس حاد في سياسة واشنطن التي استمرت لعقود طويلة في التعامل مع الصين". ويستنتج المقال: "في عالم من الفوضى وعدم اليقين بعد جائحة كورونا، من الواضح أن صيغة G2 قد اكتسبت أهمية ملحة حيث تحول تركيزها من التعاون إلى كيفية كبح التوترات".
المصدر: تاس