وأكد بوتين، أن الاقتصاد العالمي والتجارة يجب أن يصبحا أكثر عدلا وانفتاحا، لافتا إلى أن "روسيا ترى أن عملية تشكيل منصات مالية دولية جديدة أمر لا مفر منه، بما في ذلك لأغراض التسويات الدولية. ويجب أن تكون هذه المنصات خارج نطاق السلطات القضائية الوطنية، وأن تكون آمنة وغير مسيسة وآلية ولا تعتمد على أي مركز تحكم واحد".
وأضاف: "هل من الممكن القيام بذلك أم لا؟ بالطبع، نعم. سيتطلب هذا الكثير من الجهود المشتركة للعديد من الدول. ولكن يمكن القيام به".
وأشار إلى أن هذا من شأنه أن يستبعد إمكانية إساءة استخدام البنية التحتية المالية العالمية الجديدة، ويسمح بمعالجة فعالة ومربحة وآمنة للمعاملات الدولية.
وأكد بوتين أن الغرب باستخدامه الدولار كسلاح، فقد مصداقية فكرة "العملة الاحتياطية"، موضحا أنه "باستخدام الدولار كسلاح، أساءت الولايات المتحدة والغرب ككل مصداقية مؤسسة الاحتياطيات المالية الدولية، وخفضت قيمتها أولا بسبب التضخم في الدولار واليورو، ثم بعد ذلك بالكامل، ببساطة سرقوا احتياطاتنا من الذهب والعملات الأجنبية".
وتابع: "الانتقال إلى التسويات بالعملات الوطنية سيكتسب زخما فعالا. إنه أمر لا مفر منه. وهذا بالطبع يعتمد على مستوى حالة مصدري هذه العملات، وحالة اقتصاداتهم، لكنها ستتعزز".
ووفقا له، هذا هو منطق السياسة الاقتصادية والمالية السيادية للعالم متعدد الأقطاب. مشيرا إلى أن الجميع فكر في المستقبل، وفيما إذا كان الأمر يستحق الاحتفاظ باحتياطيات الذهب والعملات الأجنبية بالدولار، لكن من الصعب للغاية الخروج منها.
وقال: "استخدام الدولارات كسلاح في الكفاح من أجل المصالح السياسية خطأ فادح من جانب الولايات، لقد قلت هذا بالفعل. هذا يقوض الثقة في الدولار والعملات الاحتياطية الأخرى. الجميع يفكر، هل يستحق الاحتفاظ باحتياطيات الذهب والعملات الأجنبية بالدولار، وليس من السهل الخروج من الدولار، لأن الأمريكيين أنشأوا نظاما قويا للغاية يحتفظ بهذه الاحتياطيات، ولا يفرج عنها أساسا. من الصعب للغاية الخروج، لكن الجميع يفكرون في المستقبل".
وشدد الرئيس الروسي على أن النظام المالي الدولي يجب أن يكون مستقلا وغير مسيس.
وقال: "فيما نراه مستقبل النظام المالي الدولي أولا، هذه رسالة عامة، ولكن مع ذلك، يجب ضمان التنمية السيادية لجميع البلدان، ويجب احترام اختيار أي بلد. وهذا مهم أيضا حتى فيما يتعلق بالنظام المالي يجب أن يكون مستقلا وغير مسيس".
وأضاف: " بناء على النظام المالي الجديد، سيكون من الضروري ضمان نقل التعليم ونقل التكنولوجيا. إذا قمنا بتلخيص كل ذلك، وجمعناه كلوحة من الفرص اللازمة للتنفيذ، ثم النموذج الاقتصادي فإن النظام المالي نفسه سيلبي مصالح الأغلبية وليس فقط مصالح المليار الذهبي".
كما أشار الرئيس الروسي، الى أنه لا توجد حاجة للقيام بالتأميم في روسيا، مؤكدا على أن الحكومة الروسية تعتمد على ظروف السوق.
وقال بوتين: "يعتقد الأشخاص ذوو المعتقدات الشيوعية أن كل شيء يحتاج أساسا إلى التأميم مرة أخرى، ويجب تأميم كل شيء.. ما مدى فعالية هذا، من الصعب القول".
وأكد بوتين أن الهدف من العقوبات الغربية كان انهيار الاقتصاد الروسي، لكنه أثبت مرونته. وقال الرئيس الروسي، إن رجال الأعمال الروس يتأقلمون بسهولة ويديرون تلك المجالات والأنشطة التي بدت حتى وقت قريب مستحيلة بدون شركاء غربيين.
وأضاف: "يعتقد خبراؤنا أن ذروة الصعوبات المرتبطة بهذه الموجة من القيود والعقوبات قد مرت. لقد تكيف الاقتصاد الروسي ككل مع الظروف الجديدة. لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به من أجل إنشاء سلاسل إمداد جديدة لكل من الصادرات والواردات، العقوبات تقلل التكاليف المرتبطة بذلك، ولكن بشكل عام، تجاوزنا ذروة التعقيد، والاقتصاد الروسي تكيف".
ووفقا له، تمتلك روسيا أكبر حجم تداول تجاري مع الصين، وهي تنمو بوتيرة سريعة جدا. حيث تم اكتساب هذه المعدلات حتى قبل العقوبات وإعادة توزيع تدفقات السلع نحو آسيا والصين.
وقال بوتين: "لقد حددنا مهام معينة لأنفسنا مع صديقي، وهو يتحدث عني بنفس الطريقة، وأنا أعتبره صديقي، السيد شي جين بينغ، من حيث مستوى معين من التجارة. سنحقق ذلك بالتأكيد، نحن نتحرك نحو هذا بوتيرة أسرع مما خططنا له".
المصدر: RT