وقد صرحت وزارة الصحة الهندية على لسان مسؤوليها بأن الهند تنتظر أدلة من منظمة الصحة العالمية على وجود صلة بين الدواء ووفاة الأطفال، حيث يمثل مقتل 66 طفلا ضربة مؤثرة لصورة الهند بوصفها "صيدلية العالم"، التي توفر الأدوية لجميع القارات، وبخاصة إفريقيا. وقال أحد موظفي وزارة الصحة، لم يرغب في الكشف عن هويته، إنه "تم اتخاذ جميع الخطوات المطلوبة في هذا الشأن، بمجرد تلقي المعلومات من منظمة الصحة العالمية، وفي ضوء المعطيات المتوفرة حتى الآن".
من جانبه صرح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، للصحفيين يوم أمس الأربعاء، 5 أكتوبر، بأن الوكالة التابعة للأمم المتحدة تحقق في الوفيات الناجمة عن إصابات الكلى الحادة مع منظم الأدوية الهندي وشركة "ميدن فارماسيوتيكالز" Maiden Pharmaceuticals المصنعة لشراب السعال ومقرها نيودلهي.
وقال المصدر إن وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة أبلغت المراقب العام للأدوية في الهند بالوفيات أواخر الشهر الماضي، وبعد ذلك بدأت الهيئة التنظيمية تحقيقا مع سلطات الولاية، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.
وتابعت منظمة الصحة العالمية إن التحاليل المختبرية لشراب السعال أكدت وجود كميات "غير مقبولة" من مادة الداي إيثيلين غلايكولglycol Diethylene والإيثيلين غلايكول Ethylene glycol، والتي يمكن أن تكون سامة، وتؤدي إلى إصابة الكلى الحادة.
ونقلت وكالة "رويترز" أن أحدا لم يرد على المكالمات الهاتفية للرقم المسجل تحت اسم شركة "ميدن فارماسيوتيكالز"، والتي بدأت نشاطها في نوفمبر 1990، كما لم تتلقى الوكالة ردا على طلبات التعليق المرسلة عبر البريد الإلكتروني للشركة، كما لم يتم الرد على مكالمات المراقب العام للأدوية في الهند.
من جانبها أعلنت المصادر الرسمية لوزارة الصحة الهندية أن شركة "ميدن فارماسيوتيكالز" تصنع شراب السعال وتصدره إلى غامبيا فقط. وتبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية للشركة 2.2 مليون زجاجة شراب، و300 ألف أنبوب مرهم، و600 مليون كبسولة و18 مليون حقنة و1.2 مليار قرص، وتقول إنها تبيع منتجاتها في الداخل وتصدر إلى دول في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وقال مصدر بوزارة الصحة إن الدول المستوردة عادة ما تختبر مثل هذه المنتجات قبل السماح باستخدامها، بينما قالت منظمة الصحة العالمية إن منتجات "ميدن فارماسيوتيكالز"، محلول بروميثازين الفموي، وشراب "كوفكسمالين" للسعال للأطفال، وشراب ماكوف للسعال للأطفال، وشراب ماغريب إن البارد ربما تم توزيعها في أماكن أخرى من خلال الأسواق غير الرسمية، ولكن تم رصدها فقط في غامبيا.
المصدر: رويترز