وفي مقال نشر بصحيفة "ذا هيل"، توصل هذا الخبير الذي عمل مستشارا لنائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشيني، إلى استنتاج مفاده أن الولايات المتحدة سيتعين عليها تقديم تنازلات بشأن الأزمة الأوكرانية، حتى لا تواجه اختيارا صارما بين تصعيد الصراع مع روسيا واختبار قدرة التحمل، بأن لدى موسكو فرصا أوفر للانتصار فيه.
ورأى الكاتب صاحب الخبرة الاستخباراتية الكبيرة أن نافذة الفرصة أمام الولايات المتحدة في أوكرانيا تنغلق تدريجيا، حيث يلعب الوقت لصالح روسيا في هذه الأزمة، كما رفض بيب الهجمات الاقتصادية والعسكرية على موسكو، كطرق لتغيير الوضع نحو الأفضل.
وكتب بيب بهذا الشأن يقول: "الأمريكيون يتصارعون مع الارتفاع الكبير في أسعار الغاز والغذاء. لا تواجه أوروبا احتمال الشتاء البارد فحسب، بل تواجه أيضا اضطرابا كبيرا في الصناعات الرئيسة، حيث يؤثر نقص الغاز الطبيعي والسلع الروسية الأخرى المرتبط بالعقوبات على قطاعات البناء والمعادن والسيارات ... تشديد الخناق الاقتصادي حول روسيا لن يكون مجديا".
كما انتقد الخبير الأمريكي في الشؤون الروسية ممثلي "حزب الصقور" في السلطات الأمريكية، الداعين في مقترحاتهم إلى زيادة التدخل الأمريكي في الصراع الأوكراني وتزويد نظام كييف ليس فقط بجميع الأموال المطلوبة، ولكن أيضا إلى إشراك أفراد القوات المسلحة الأمريكية، بطريقة ما".
علاوة على ذلك، أكد الخبير أن السياسيين ارتكبوا خطأً فادحا بمهاجمتهم كل شيء روسي في الفضاء العام، موضحا في هذا السياق أنه "حتى الروس الذين ساءهم قطع العلاقات مع الغرب صدموا من درجة العداء الغربي تجاه الشعب والثقافة الروسية في السنوات الأخيرة. ولا تفعل الولايات المتحدة سوى القليل لمخاطبة مواطني روسيا أو لإثبات أننا منفتحون على تحسين العلاقات ".
وشدد الكاتب على أن السبيل الوحيد للخروج من الوضع الحالي هو التوصل إلى حل وسط مع روسيا، وهو ينص على العودة إلى المقترحات الأصلية التي ناقشتها موسكو وكييف خلال المحادثات في إسطنبول، مضيفا قوله بهذا الشأن: "ما لم نكن مستعدين للتحرك نحو تسوية حل وسط، والتي كما اقترحت كييف نفسها في بداية الصراع، يجب أن تتضمن شكلا من أشكال الحياد الأوكراني، فإننا نواجه خيارا بين تصعيد مشاركتنا أو مسابقة القدرة على التحمل التي توجد لروسيا فيها فرصة أفضل. ولن ينتهي أي من هذه الخيارات بشكل جيد سواء بالنسبة لأوكرانيا أو للولايات المتحدة".
يشار إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو، تواصل على خلفية العملية الروسية الخاصة للدفاع عن دونباس، تزويد أوكرانيا بالأسلحة، وكان الرئيس جو بايدن قد وقّع على قانون الإعارة، حيث تخصص واشنطن عشرات المليارات من الدولارات لكييف، فيما تؤكد موسكو مرارا أن الإمداد بالمعدات العسكرية الغربية لا يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع، وأن نقل الأسلحة يصبح هدفا مشروعا للجيش الروسي.
المصدر: نوفوستي