وقد تم اعتماد إعلان استقلال ماليزيا (اتحاد الملايو في ذلك الوقت) في عام 1957، وهو ما شكل مرحلة جديدة في تطور الدولة، وتحررها من الاستعمار البريطاني، حيث يصاحب الاحتفال بيوم الاستقلال بهجة عامة واستعراضات ملونة وعرض طويل للألعاب النارية.
وقد تمكنت ماليزيا، منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، من تحقيق تقدم تقني كبير، ودمجته بمهارة رفيعة مع ماضيها التاريخي الغني، لتصبح اليوم واحدة من أكثر الاقتصادات تنافسية، ليس فقط في آسيا والمحيط الهادئ، ولكن خارج الإقليم.
وقد أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي وماليزيا في 3 أبريل من عام 1967، ليعقب ذلك مباشرة افتتاح بعثة تجارية سوفيتية في كوالالمبور. ثم تطورت العلاقات الثنائية الروسية الماليزية بنشاط في العديد من المجالات، حيث يتم الحفاظ على حوار منتظم على أعلى المستويات، وفي شتى القطاعات.
وقد التقى قادة روسيا وماليزيا في سبتمبر عام 2019، كجزء من المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك، حيث أشار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال لقائه رئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد إلى أن ماليزيا هي الشريك الروسي الأول في آسيا، بينما تتطور العلاقات بين البلدين على نحو إيجابي.
وقد أقيمت اتصالات فعالة بين مجالس الأمن والبرلمانات والوزارات والإدارات والمنظمات، وأجريت، في أكتوبر 2021، وفبراير 2022، محادثات هاتفية بين وزيري خارجية البلدين الروسي، سيرغي لافروف، والماليزي، سيف الدين عبد الله، تبادل خلالها الوزيران التهاني بمناسبة الذكرى الـ 55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كما أشار لافروف، في برقية لزميله الماليزي، على وجه الخصوص، أن البلدين روسيا وماليزيا تربطهما علاقات صداقة قوية وتقاليد من الاحترام والثقة.
وتتعاون روسيا وماليزيا كذلك بنشاط على الساحة الدولية، بما في ذلك في إطار هيئة الأمم المتحدة، وجمعيات التكامل الإقليمي، ومنظمة التعاون الإسلامي، وتعززان بشكل مشترك شراكة روسيا-آسيان الاستراتيجية.
كذلك تعمل اللجنة الروسية الماليزية المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني والثقافي بنجاح، حيث عقد الاجتماع الأول لمجموعة العمل حول التعاون في الصناعة والتجارة عبر الإنترنت IPC في مايو 2021.
وتنعكس الجهود لرفع مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين في مؤشرات التجارة والنشاط الاقتصادي، بزيادة 23.8% على أساس سنوي، مع وصول الصادرات الروسية إلى 1.43 مليار دولار (+36.5% على أساس سنوي). وإلى جانب التجارة يتطور أيضا التعاون في مجالات أخرى كالمجالات العلمية والتقنية والتعليم والثقافة، حيث يعمل المركز الروسي للعلوم والثقافة في كوالالمبور منذ عام 1981.
في أكتوبر 2007، طار أول رائد فضاء ماليزي، الشيخ مظفر، إلى محطة الفضاء الدولية، على متن مركبة الفضاء الروسية "سويوز"، كما يدرس حوالي 2000 طالب ماليزي في الجامعات الروسية.
المصدر: فكونتاكتي