جاء ذلك في منشور له بقناته على "تلغرام"، حيث حمل المنشور عنوان "الجماهير ضد سياسات الحمقى: من يفوز؟"، تناول فيه مدفيديف التنافس المحموم بين دول البلطيق والبولنديين والفنلنديين بشأن قطع العلاقات مع روسيا، حيث يحاولون استعراض مدى "احتقارهم" للروس، ورغبتهم في إلغاء منح التأشيرات للمواطنين الروس، ونسيان الثقافة الروسية، إلا أنهم في الوقت نفسه يجدون صعوبة في الاستغناء عن الغاز والنفط الروسيين.
ويتابع مدفيديف: "لكن المواطنين (الأوروبيين) العاديين، وفقا لنتائج استطلاعات الرأي، لم يفقدوا الفطرة السليمة، حيث لا يحرص أكثر من نصف سكان دول الاتحاد الأوروبي على قطع الاتصالات مع روسيا، بل يريدون علاقات كاملة كما كانت عليه العلاقات من قبل. اتصالات شخصية عادية، وإمدادات الطاقة الروسية، وسوقا للمنتجات، وتجارة ناجحة، وسياح في المتاحف والمقاهي".
ويشير مدفيديف إلى أن تأثير الدعاية الغربية قد ترك أثره بكل تأكيد، إلا أن الشتاء القارس وارتفاع أسعار السلع في المحلات لن يصمد كثمن لما يدعون أنه "الديمقراطية الأوروبية"، التي يمكن، على حد تعبيرهم، أن "تموت خنقا في أحضان الدب الروسي".
ويؤكد مدفيديف أن "75-90% من الأوروبيين لا يريدون المشاركة في الأعمال العسكرية إلى جانب نظام كييف، على الرغم من أنه، ووفقا للمسح الاجتماعي، لا يزال السياسيون الأوروبيون الحمقى لا يستبعدون هذا الأمر. كما أن حوالي نصف السكان، وفقا لاستطلاعات الرأي، لا يدعمون العقوبات ضد روسيا، حيث يحدث ذلك على حساب المواطنين، الذين بدأوا في التفكير: لماذا عليّ أن أدفع ثمن خطايا الآخرين؟".
ويخلص مدفيديف إلى دعوة الأوروبيين إلى التعبير عن عدم رضاهم على تصرفات حكوماتهم، ومساءلة المسؤولين وعقابهم على غبائهم الواضح، خاصة إذا كان "الدفع مقابل الديمقراطية" هو هذا الجنون.
ويكتب: "لذلك تصرفوا أيها الجيران الأوروبيون! لا تصمتوا. حاسبوا الحمقى الذين يحكمونكم. ونحن من جانبنا، سنسمعكم. والفائدة ستعم على الجميع، فالشتاء سيكون أكثر دفئا وراحة بصحبة روسيا، بدلا من العزلة وإيقاف تشغيل موقد الغاز والمدافئ".
المصدر: تلغرام