وقد واجهت مولدوفا ارتفاعا غير مسبوق في الأسعار نهاية الربيع، حيث أعلن المكتب الوطني للإحصاء عن ارتفاع متوسط التضخم السنوي، لمايو المنصرم، إلى 29.05%، كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 32.5%، وأسعار السلع الأخرى بنسبة 21.45%، والخدمات المقدمة للسكان بنسبة 35.27%. كما ارتفع سعر شراء الغاز لمولدوفا من 980 إلى 1458 دولارا لكل ألف متر مكعب.
وعلى خلفية ذلك، بدأت المعارضة احتجاجاتها، حيث يشارك في الاحتجاج نواب في البرلمان ونشطاء اجتماعيون وسكان عدة قرى، ممن تفتق ذهنهم عن إحضار سلة من الروث المجفف، قال عنها أحد النشطاء المدنيين، رئيس إدارة قرية "بياترا"، مقاطعة أورهي، رادو بوشيلا: "هذا الروث لرئيسة الجمهورية، مايا ساندو، لنتركه هنا، حتى تحصل على شيء لتدفئتها في الشتاء".
كما هتف المتظاهرون بشعارات "تسقط الحكومة" و"لا لارتفاع الأسعار"، و"لديهم رواتب بالملايين ونحن نتضور جوعا!" وغيرها من الشعارات المناهضة للحكومة. وكان التجمع سلميا، ولم تتدخل الشرطة في تصرفات المتظاهرين.
وكان مكتب المدعي العام لمكافحة الفساد في مولدوفا قد أجرى، نهاية يوليو الماضي، عمليات تفتيش في منازل نشطاء وأنصار حزب "شور" المعارض، فيما أسماه قضية التمويل غير المشروع، وبعد ذلك رفع البرلمان عن رئيسة الحزب السياسي، مارينا تاوبر، الحصانة البرلمانية، ثم تم احتجازها لمدة 30 يوما في 23 يوليو الماضي.
ولم يستبعد رئيس المركز الوطني لمكافحة الفساد، يوليان روسو، في وقت سابق، تصفية حزب "شور" إذا ثبت أن تمويله بشكل غير قانوني. وأقر بأن التحقيق أصبح مهتما بالوضع المحيط بمظاهرة 19 يوليو التي نظمها حزب "شور" في ساحة كيشيناو المركزية، حيث شارك حينها في الفعالية أكثر من 40 ألف شخص، أعربوا عن عدم رضاهم عن ارتفاع الأسعار في البلاد وتقاعس السلطات.
في الوقت نفسه، فقد كان من المقرر إقامة حفل موسيقي في الميدان، بمشاركة الفنان الروسي الشهير، فيليب كيركوروف وغيره من الفنانين الروس، إلا أن الشرطة عطلت الحدث، حيث منعت نقل الآلات الموسيقية والمعدات. ومع ذلك يصر المدعون على كيركوروف أنه حصل على مبلغ 200 ألف يورو كأجر عن الحفل، وهو ما ينفيه التقرير المالي للحزب، وينفيه الفنان.
المصدر: نوفوستي