وقال موسيفيني عقب المحادثات في عنتيبي في 26 يوليو: "معالي وزير الخارجية، أعضاء الوفد المحترمين! اسمحوا لي أن أرحب بكم نيابة عن أوغندا وشعب أوغندا وباسمي. لقد أصبحتم أول ممثل رفيع المستوى للحكومة الروسية يزور أوغندا".
وأضاف: "كما أخبرتكم خلال حديثنا، فقد شاركتُ في الأنشطة الاجتماعية والسياسية لأكثر من 60 عاما. بدأتُ مسيرتي مشرفا على النشاط الطلابي، ثم شغلت مناصب قيادية أخرى. خلال مسيرتي، لم يقم /أندريه/ غروميكو بزيارة بلادنا، مع أنه شغل منصب وزير الخارجية /السوفيتي/ لفترة طويلة، لكنه لم يأت أبدا. ولم يحضر إلينا أيضا / رئيس الوزراء السوفيتي أليكسي/ كوسيغين، الزعيم الآخر رفيع المستوى. لكنكم أتيتم إلينا ونحن نرحب بكم في بلدنا".
وتابع: "على الرغم من أنه لم يقم أي زعيم رفيع المستوى من روسيا (حتى الآن) بزيارتنا، فقد دعمت روسيا على مدى المئة عام الماضية الحركة المناهضة للاستعمار في إفريقيا. أخبرتكم خلال حديثنا الشخصي أن استعمار القارة الإفريقية بأكملها قد اكتمل بحلول عام 1900، باستثناء إثيوبيا وحدها. كان ضعفنا هو أحد أسباب التي أدت إلى استعمار إفريقيا. كان الحكم في أيدي الإقطاعيين غير القادرين على الدفاع عن استقلالنا. دمرت تجارة الرقيق لمائة عام قارتنا، قبل الانتهاء من التقسيم الاستعماري لإفريقيا".
وأشار إلى أن القادة الافريقيين لم يكونوا قادرين على الدفاع عن استقلالنا، وعندها بدأ الأفارقة أنفسهم في تشكيل حركات بقيادة قوى جديدة.
ظهرت أول مجموعة من هذا النوع في عام 1912 في جنوب إفريقيا مع إنشاء المؤتمر الوطني الإفريقي. هكذا تشكلت الحركة الإفريقية المناهضة للاستعمار. وهي التي أتت بروسيا إلى هنا. وصلت في عام 1917 قوات جديدة إلى السلطة في روسيا، البلاشفة. لا أعرف ما هو رأيكم تجاههم، هل أنتم إلى جانبهم أم لا... فنحن بدورنا نقدرهم لأنهم قدموا لنا الدعم. هم بدأوا في دعم نضالنا ضد الاضطهاد الاستعماري. وهذا هو جوهر علاقاتنا مع روسيا. فقد دعمت روسيا والاتحاد السوفياتي الحركة الإفريقية المناهضة للاستعمار.
وأردف: "وبعد ذلك، ابتسم لنا الحظ مرة أخرى في عام 1949- حين وصل الشيوعيون في الصين إلى السلطة، بالأخص أن الصين دولة كبيرة. وفي تلك المرة هم أيضا قدموا لنا الدعم. بالإضافة إلى دول أخرى أيضاً مثل كوبا وما إلى ذلك".
وشدد أنه لهذا السبب عندما تظهر بعض المسائل المتنازع عليها، ويطالب البعض أن نتخذ موقفا ضد روسيا، نرد على ذلك بأن هؤلاء الناس قد قاموا بدعمنا طوال المائة عام الماضية. فهل من المعقول أن نتخذ موقفا معارضا لهم؟ لقد غفرنا لأعدائنا القدامى، أولئك المستعمرين الذين استعمرونا، أولئك الذين استعبدوا الناس وأخذوا العبيد من هنا وارتكبوا الفظائع. لقد غفرنا لهم ونحن على استعداد للمضي معهم قدما. ولكن كيف يمكننا أن نقف ضد الذين لم يلحقوا بنا أي أذى بل على العكس ساعدونا؟
وتابع: "بالطبع، إذا ارتكب الروس خطأ. ففي عام 1968، عندما كنت طالبا وشاركت في مظاهرات في الشوارع في دار السلام ضد قرار بريجنيف إرسال قوات إلى تشيكوسلوفاكيا لإزاحة ألكسندر دوبتشيك من منصبه. أي، إذا أخطأت روسيا، فإننا نقول لها إنها مخطئة، كما كان الوضع في عام 1968".
وأضاف لكن إذا لم يكن هناك أي خطأ، فلا يمكننا إدانة روسيا. هذا هو أول شيء أردت قوله لتوضيح السياق التاريخي. الذين ليس لديهم معرفة كافية بالشؤون الدولية يجب أن يعرفوا ذلك. الحقيقة هي أن قلة هم الذين يفهمون السياسة الدولية. لدى الناس فهم محدود نوعًا ما تجاه مسألة الفلسفة والاستراتيجية، وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا. موقفنا واضح. وفي إطار حركة التحرير الأفريقية، نعرف من يكون من، وما يمارسه كل واحد ولماذا، وما هو الدور الذي نقوم به.
ونوه إلى أنه أما فيما يتعلق بالوقت الحاضر، فلدينا إمكانات هائلة. بالطبع، أتيحت لنا الفرصة من قبل للتعامل مع كل من روسيا والاتحاد السوفيتي، خاصة في القضايا الأمنية. قام التشيك بتدريب العاملين لدينا في سلاح الجو. قمنا بشراء المعدات من تشيكوسلوفاكيا وكذلك من الاتحاد السوفيتي نفسه. كان هناك تفاعلا حول القضايا الأمنية. ولكن الآن يتم إضافة مجالات تعاون جديدة إلى ذلك.
وأكد أنه سينعقد في أكتوبر اجتماع اللجنة المشتركة الدائمة. فيما يتعلق بمجالات التعاون المحتملة، أود الإشارة إلى أن للمجمع الزراعي الأوغندي إمكانيات واسعة. لا يوجد منتج زراعي ليس بمقدورنا إنتاجه. إن احتجتم لأي منتج زراعي، على سبيل المثال، البن تجدون لدينا منه كميات كبيرة. بلدنا أكبر منتج للبن في كل إفريقيا. كما أن لدينا أيضا الشاي والحليب ولحوم الأبقار إضافة إلى الحبوب والموز. نحن نحتل المرتبة الثانية في العالم في زراعة الموز. لدينا ما يمكننا تقديمه. بعض أنواع منتجاتنا تصل السوق الروسية عبر أوروبا الغربية. الآن يمكننا أرسال هذه المنتجات إليكم.
وأشار إلى أنه تم تناول التعاون في مجال أبحاث الفضاء. تود أوغندا إطلاق قمرها الصناعي الخاص، لمعرفة ما يجري في العالم. كذلك يوجد موضوع الطاقة النووية. أوغندا غنية بموارد الطاقة المائية، ولديها إمكانيات ضخمة في مجال الطاقة الشمسية.. وما إلى ذلك. علاوة على ذلك، لدينا كميات كبيرة من احتياطيات اليورانيوم، ونرغب في استخدامها لإنتاج الطاقة الكهربائية وغيرها من المجالات: الطب والتقنيات الحيوية وما إليه. فيما يتعلق بمكافحة مسببات الأمراض ومجالات الاقتصاد والمتعلقة بالتطعيم والعلاج والتشخيص، فنحن منفتحون للتعاون في هذه المجالات. نحن نمثل سوقا واسعة. يبلغ تعداد سكان أوغندا 43 مليون نسمة وفي شرق إفريقيا يعيش أكثر من 300 مليون شخص. فيما يتعلق بمجمل إفريقيا، تعمل منطقة التجارة الحرة القارية، والتي تضم مليار ونصف المليار شخص.
وأكد أنه بناء عليه، نريد زيادة التبادل التجاري مع روسيا، كما مع كل دول العالم. نحن لا نعتقد، كون أحدا ما عدوا لطرف ما، يعني أنه عدوا لنا، لأن حينها، سنصبح جميعنا أعداء بعض. تتمثل عقيدتنا في عدم الدخول في نزاعات مع أعداء الآخرين.
وختم بالقول: "سألوني ذات مرة، في فترة الحرب الباردة: هل أنت مع الشرق أم مع الغرب؟ أجبت، بأن من يسألني ربما يعتبرني غبيا. ما السبب الذي يجعل شخصا ما يقرر أن مهمتي الأساسية تتمثل في الانحياز إلى طرف ما؟ أنا أدافع عن مصالحي الخاصة وأقيم علاقاتي مع الآخرين بناء على كيفية تأثيرهم على مصالحي".
المصدر: RT