صرح بذلك مدير القسم الثاني لرابطة الدول المستقلة بوزارة الخارجية الروسية، أليكسي بولشوك، خلال مائدة مستديرة بمجلس الاتحاد الروسي بعنوان "مشاركة روسيا في عملية حفظ السلام في بريدنيستروفيه. 30 عاما من السلام والاستقرار في المنطقة". وشدد الدبلوماسي على أن روسيا تعتبر مثل هذه التصرفات غير ودية، وترد عليها دائما بالشكل المناسب.
بدوره، أشار النائب الأول لرئيس مقر القوات البرية الروسية الرئيسي، إيغور سوكورينكو، إلى أن مولدوفا تحاول بكل وسيلة ممكنة منع عمليات التسليم الجديدة للمعدات العسكرية الروسية إلى بريدنيستروفيه. ووفقا له، فإن كيشيناو تأمل في حتمية انتهاء صلاحية البنى التحتية للقاعدة الموجودة للوحدة الروسية. وتابع سوكورينكو: "يتطور هذا الوضع على خلفية إغلاق الحدود المولدافية في قسم بريدنيستروفيه وأوكرانيا من قبل كييف، وإدانة الاتفاق المبرم مع روسيا بشأن عبور الوحدات والشحنات العسكرية الروسية عبر أراضي أوكرانيا". مشددا على أن كل مقترحات وزارة الدفاع الروسية بإجراء مشاورات حول هذه القضية لم تجد ردا من الجانب المولدوفي.
وأشار القائد العسكري إلى أن موسكو اقترحت مرارا استبدال الإجراء المسموح به لدخول مولدوفا بإخطار، إلا أن جميع هذه المقترحات ظلت دون إجابة.
من جانبه أكد رئيس جمهورية بريدنيستروفيه، فادين كراسنوسيلسكي، على ضرورة بقاء قوات حفظ السلام الروسية في المنطقة كضامن للسلام، وقال: "لا ينبغي بأي حال من الأحوال السماح بتصعيد النزاع في بريدنيستروفيه، فتصعيده يجتذب، نظريا، لا مولدوفا فحسب، وإنما دولا أخرى أعضاء في (الناتو)، وهو ما يمكن أن يهدد بحدوث صدام مباشر ما بين روسيا و(الناتو)".
يأتي ذلك بالتزامن مع حلول ذكرى مرور 30 عاما على توقيع اتفاقية مبادئ التسوية السلمية للنزاع المسلح في بريدنيستروفيه، 21 يوليو 1992، التي وقع عليها من الجانب الروسي الرئيس السابق، بوريس يلتسين، ومن الجانب المولدوفي الرئيس الأسبق، ميرتشا سنيغور، حيث تم حينها التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وفي 29 يوليو من العام نفسه تم نشر قوة حفظ السلام المشتركة.
وقد سعت بريدنيستروفيه، التي يبلغ نسبة سكانها الروس والأوكرانيين 60% من السكان، إلى الانفصال عن مولدوفا حتى قبل تفكك الاتحاد السوفيتي، خوفا من ان تنضم مولدوفا إلى رومانيا في موجة القومية. إلا أن بريدنيستروفيه، بعد محاولة فاشلة من قبل السلطات المولدوفية لحل المشكلة بالقوة، أصبحت فعليا منطقة غير خاضعة لسلطة كيشيناو، بينما يدعم السلام هناك قوة مشتركة تضم 402 جنديا روسيا، و492 جنديا من بريدنيستروفيه، و355 جنديا من مولدوفا، بالإضافة إلى 10 مراقبين عسكريين من أوكرانيا، ويخدم جنود حفظ السلام في 15 موقعا ثابتا ونقاط تفتيش في المناطق الرئيسية من المنطقة الأمنية.
المصدر: نوفوستي