من بين المواد المنشورة نسخ مصورة من بروتوكولات استجواب في فرع مكافحة التجسس العسكري في المخابرات السوفيتية لقادة ما يسمى بـ "المستعمرة القومية الأوكرانية" (UNK) في خريف عام 1945.
ويشار إلى أن "المستعمرة القومية الأوكرانية" تأسست في عام 1934 بمبادرة من القوميين الأوكرانيين في أراضي منشوريا التي احتلتها اليابان. كان هدف المنظمة، النضال النشط ضد الاتحاد السوفيتي للاستيلاء على إقليم بريموري السوفيتي وتشكيل دولة قومية أوكرانية هناك. واعتمد القوميون على مساعدة اليابان وألمانيا النازية في هذا الأمر.
وكانت تشرف على نشاط هذه المنظمة، البعثة العسكرية اليابانية في تلك المنطقة، وهي هيئة استخبارات مخصصة للعمل في المناطق الرئيسية من الشرق الأقصى السوفيتي. وفي هذه البعثة كان يوجد "القسم الثالث"، الذي أشرف على العمل في مجال الدعاية والترويج بين المهاجرين الذين قدموا إلى منشوريا.
وخلال استجوابه قال المدعو فيتكوفسكي، الذي كان أحد قادة المنظمة الأوكرانية المذكورة أعلاه، إن عقيد المخابرات اليابانية مايدا شدد في حديث له معه في بداية الحرب العالمية الثانية، على أنه "لا يجوز لنا التحدث عن الاتحاد السوفييتي شفهيا أو مطبوعا، سواء بشكل سلبي أو إيجابي".
ونوه فيتكوفسكي، بأن "الصداقة مع الاتحاد السوفيتي كانت أمرا شكليا بالنسبة لليابانيين، لأن السلطات اليابانية استخدمت أكثر وسائل القمع قسوة في تعاملها مع كل من تواصل بالقنصلية السوفيتية".
وبحلول ربيع عام 1944، عندما حدث التحول في الحرب الوطنية العظمى لصالح الاتحاد السوفيتي، حاولت اليابان عدم إظهار خططها العدوانية ضد الاتحاد السوفيتي علانية، لكنها استمرت في حملها سرا. لذلك، كان على اليابانيين قمع التطلعات الراديكالية للقوميين الأوكرانيين.
وتابع فيتكوفسكي القول: "شدد العقيد مايدا على أنه لا يجوز لقيادة منظمتنا المشاركة في أي نشاط سياسي، بل يجب عليها فقط أن تمارس شؤون قضيتها الوطنية، وتثقيف الشباب بالروح الوطنية الأوكرانية والتمسك بعادات الشعب الأوكراني وطريقة حياته وتقاليده".
وضعت هزيمة القوات اليابانية على يد الجيش الأحمر عام 1945 حدا لخطط "المستعمرة القومية الأوكرانية". واعتقلت المخابرات السوفيتية كافة نشطائها، وبقرارات من المحاكم تم إرسالهم إلى المعسكرات.
المصدر: نوفوستي