فعلى الرغم من أن تايوان، مثل أوكرانيا، تقع تحت المظلة العسكرية والسياسية الأمريكية إلا أنها تظل جزءا من الصين، بالمعنى الثقافي والسياسي.
ولاحظ الكاتب، أن سلطات تايوان لم تحاول قط إزالة كل ما هو صيني في حياة سكانها وفرض عليهم الهوية التايوانية البديلة، كما فعلت سلطات أوكرانيا تجاه كل ماهو روسي.
ونوه أنتونوفسكي، بوجود جزئين صينيين سلك كل منهما مساره المختلف، لكن كلاهما يدرك أنهما سيكونان معا عاجلا أم آجلا.
وأشار إلى أنه في تايوان، بالإضافة إلى القوميين من الكومينتانغ الذين خسروا الحرب الأهلية أمام الشيوعيين بقيادة ماو تسي تونغ وأنشأوا دولة على جزيرة مجاورة، توجد جماعات تدعو إلى الاندماج مع الصين الشعبية.
وأكد المؤلف، أن الصينيين يتقنون فن الانتظار، وأفق تخطيطهم قرون وليس خمس سنوات. في خططهم، تايوان، هي أرض صينية. فقط يجب الانتظار قليلا، عشرة أعوام أو عشرين أو حتى 50 سنة وستعود مثل هونغ كونغ وماكاو، وخاصة أن تايوان لا تشكل أي تهديد للصين كما هو حال أوكرانيا بالنسبة لروسيا.
وهناك نقطة أكثر أهمية. الجيش الصيني- ليس لديه خبرة فى خوض حروب جدية على الإطلاق. في الحرب العالمية الثانية، هزم اليابانيون الصينيين بيد واحدة. ثم، بعد أن اشتدت قوتها بسبب الحرب مع الأمريكيين، صمدت فيتنام بسهولة في وجه الهجوم الصيني. في كوريا، عارض الصينيون الأمريكيين بدعم من الاتحاد السوفيتي، أقوى جيش في العالم في ذلك الوقت. في الحرب مع اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، وخلال الحرب في كوريا ومن ثم في فيتنام، كان هناك دعم من الاتحاد السوفيتي، الذي كان يملك أقوى جيش في العالم حينها.
قد يؤدي الغزو العسكري الصيني لتايوان المسلحة جيدا والاشتباك المحتمل مع الجيش الأمريكي هناك، إلى خسائر فادحة. وحتى سقوط ألف قتيل سيصدم المجتمع الصيني بأسره، حيث تعتبر حياة أي صيني مطلقة القيمة. بالإضافة إلى ذلك تسببت العملية العسكرية الروسية، بتغيرات كبيرة تلعب لصالح الصين سياسيا واقتصاديا، وطبعا أي اقتحام لتايون قد يؤدي إلى تغيير هذا الوضع الملائم.
المصدر: RT