وقال دانيلوف: "الانضمام إلى الناتو بدون السويد أمر غير مقبول بالنسبة لفنلندا، لأن النخب السياسية في هذه البلدان مرتبطة ببعضها البعض، وقد يؤدي قرار منفصل من قبل الحلف إلى تقويض الوضع الاجتماعي والسياسي فيها".
ولفت المحلل إلى أنه في وقت سابق أصبح معروفا أن الرئيس الفنلندي سولي نينيستي استبعد انضمام بلاده إلى الناتو بدون السويد مشيرا إلى ذلك خلال زيارة الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، الذي وصل إلى فنلندا لمناقشة انضمامها إلى الحلف، "ترسل فنلندا إشارة واضحة جدا مفادها أن خيار الموافقة على طلبها في القمة وحدها مع رفض الطلب السويدي غير مقبول بالنسبة لفنلندا. والموقف الفنلندي عملي تماما، لأنه لأسباب عديدة يكون الانضمام بدون السويد أمرا مستحيلا، وهذا سيدمر الوضع الاجتماعي والسياسي في البلاد وطرح مسألة العملية السياسية برمتها في المستقبل".
وشدد الخبير السياسي أنه في عام 2016، بتكليف من وزارة الخارجية الفنلندية، تم إعداد تقرير يشير إلى إمكانية تخلي الدولة عن وضعها المحايد والانضمام إلى الناتو. في الوقت نفسه، أشار التقرير إلى أنه "بغض النظر عن المسار الذي تختاره فنلندا والسويد، يجب أن يسيروا كزوجين جنبا إلى جنب، أي أنهم إما يحتفظون بوضعهم (المحايد)، أو يتخذون قرارا مشتركا لتغييره. لذلك، بشكل عام، تم تحديد هذا الموقف منذ وقت طويل جدا، قبل الأزمة الحالية في أوكرانيا".
ومع ذلك، حسب قوله، تحاول دول الناتو إيجاد حل وسط، وتناقش إمكانية الانضمام إلى الحلف فقط فنلندا: "من الواضح أننا في هذه الحالة نتحدث عن حقيقة أن هذا الخيار يناسب تركيا في الواقع من أجل إبقاء القضية في طي النسيان ولعب هذه الورقة في العلاقات مع الحلفاء. وبهذا المعنى، فإن وضع السويد سيتدهور، من المحتمل أن يصبح دخولها المحتمل أكثر إشكالية".
وفي رأيه، "يجب أن يكون الناتو وقيادته مثابرين ويدفعان الموقف التركي، حيث وعدا فنلندا والسويد بدخول الحلف بدون مشاكل".
وأشار دانيلوف إلى أنه بالإضافة إلى الحجج السياسية داخل البلدان نفسها، هناك عامل جيواستراتيجي مهم للغاية لحلف شمال الأطلسي نفسه في انضمامه إلى حلف شمال الأطلسي، "إن تعزيز الجناح الشمالي لحلف الناتو من خلال دخول فنلندا والسويد أمر منطقي فقط عندما تدخل هاتان الدولتان معا ومن الممكن ربط كلا البلدين عمليا وجغرافيا بالدفاع الجماعي لحلف الناتو، لتقديم الضمانات المناسبة لهما، من ناحية أخرى ومن ناحية أخرى، لربطها بنظام التخطيط الدفاعي الجماعي. وفي هذا الصدد، فبدون إحدى الدولتين، فإن توسع الناتو لا يسمح بتنفيذ المهام العسكرية الاستراتيجية".
وخلص المحاور مع الوكالة إلى أنه "من الواضح أن المخاطر، الداخلية والخارجية، بالنسبة لفنلندا إذا تمت الموافقة على طلبها بدون السويد، تكون أعلى بعدة مرات من تلك المرتبطة بدخول الترادف".
المصدر: نوفوستي