وتشارك شارما البالغة 37 عاما بانتظام في نقاشات تلفزيونية مدافعة بحماسة عن برنامج رئيس الوزراء ناراندرا مودي.
واتسع نفوذها مع بروز حزب "بهاراتيا جاناتا" في العقد الأخير ليفرض نفسه بصفته القوة السياسية المهيمنة في الهند من خلال دفاعه عن الهوية الهندوسية.
لكن الأسبوع الماضي وخلال نقاش متلفز انتقدت شارما علاقة النبي محمد بأصغر زوجاته عائشة ما أثار ردود فعل عالمية شاجبة، حيث استدعت دول مسلمة عدة في الشرق الأوسط سفراء الهند للاحتجاج فيما تسببت تصريحاتها بمواجهات عنيفة في الهند.
واضطرت شارما إلى تقديم اعتذارات علنية مؤكدة أنها تلقت تهديدات بالقتل.
وعمد الحزب القومي الهندوسي إلى تعليق مهام شارما "لأنها عبرت عن آراء مخالفة لموقف الحزب"، وأكد في بيان أنه "يشجب بقوة أي شتيمة توجه لمقام ديني أو ديانة".
وكانت شارما النجمة الصاعدة في الحزب الذي يتخذ بحسب مراقبين ومنتقدين، مواقف تمييزية حيال المسلمين البالغ عددهم 200 مليون نسمة في الهند، لكنهم يشكلون أقلية.
وفي العام 2008 عندما كانت لا تزال طالبة انخرطت في صفوف شبيبة الحزب قبل أن تنتخب رئيسة النقابة الطالبية في جامعة نيودلهي العريقة، وقادت حشودا من الطلاب لاقتحام ندوة نظمها استاذ جامعي مسلم اتهم زورا بتنفيذ هجوم إرهابي على البرلمان لكنه برئ بعد ذلك.
وفي اليوم نفسه، خلال برنامج تلفزيوني دافعت بقوة عن تصرفاتها وسلوك رفيق لها بصق على الاستاذ الجامعي، وأكدت يومها أنها لا تريد الاعتذار وتريد أن تتخذ موقفا وهو أنه على البلد برمته أن يبصق بوجهه.
ودرست شارما في جامعة London School of Economics العريقة في لندن لتصبح محامية قبل أن تترشح إلى انتخابات وطنية العام 2015 تحت راية الحزب القومي الهندوسي إلا أنها أخفقت.
وبتعليق مهامها يكون الحزب جعل منها كبش محرقة على وقع ثقافة سياسية أوسع تستخدم منذ فترة طويلة خطابا معاديا للإسلام على ما يفيد خبراء.
هذا، وترفض الهند الانتقادات الخارجية التي تتهمها بالتمييز الديني، ونشرت وزارة الخارجية الأسبوع الماضي بيانا يعيد تأكيد تمسك البلاد "بالحرية الدينية وبحقوق الإنسان".
المصدر: أ ف ب