وكانت السفينة قد دخلت الميناء الأوكراني قبل بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة، وظلت محاصرة فيه بسبب الألغام التي زرعتها القوات الأوكرانية. وبقيت سفن عديدة مع أطقمها في هذا الميناء.
وقد تم في وقت لاحق إجلاء أفراد أطقم السفن جزئيا من قبل الجنود الروس، عن طريق البر، إلى جمهورية القرم، ومن هناك عادوا إلى بلدانهم، لكن عددا من أفراد الطواقم ظلوا على متن سفنهم، على أمل العودة بالسفن إلى موطنها الأصلي.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها القوات المسلحة الروسية المساعدات الإنسانية، بل ظلت وتظل دائما على استعداد لتقديم المساعدات الإنسانية للجميع. وتعليقا على ذلك قال أحد الجنود من القوات المسلحة الروسية، أليكسي، لقبطان السفينة التركية: "إننا أناس طيبون، نساعد الجميع. نحن روس!".
وقد قدم الجنود الروس اليوم مساعدات إنسانية لثمان أفراد من طاقم السفينة التركية، ممن ظلوا على متن السفينة، حيث جلب ضباط الشرطة العسكرية الروسية أكثر من 10 أطنان من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المياه المعبأة والطحين والحبوب والأسماك واللحوم المعلبة وغيرها.
من جانبه صرح قبطان السفينة التركية للصحفيين بأن الممر (من وإلى الميناء) مغلق الآن بسبب الحكومة الأوكرانية، "حيث تطفو الألغام الأوكرانية في القنوات المائية وتغلقها، وعليه لا يمكن مغادرة السفينة لهذا المنفذ، ونحن هنا منذ 3 أشهر". وقال: "تبدأ الألغام من منطقة نيكولاييف وحتى أوديسا، وتلك أراض تسيطر عليها أوكرانيا. لقد منحتنا روسيا الإذن بمغادرة الميناء، لكن، ونظرا لوجود عدد من الألغام، فنحن لا نعرف ما هو الطريق الآمن. لهذا سيكون من الرائع لو تم تزويدنا بنوع من الإرشاد الملاحي، حتى يوضحوا لنا (الجانب الأوكراني) الخط الذي يمكننا المرور من خلاله بأمان".
وتابع القبطان: "لا توجد هنا أي بنوك أو مكان آخر يمكن من خلاله سحب الأموال من البطاقات البنكية. لذلك طلبنا من الجيش الروسي تقديم المساعدة الإنسانية لنا، وليست تلك هي المرة الأولى التي تقدم فيها روسيا لنا المساعدات، بل ساعدنا الجيش الروسي قبل ذلك أكثر من مرة".
"وحينما طلبنا مساعدات غذائية وطبية، قاموا بتدوين ما طلبناه، وعندما حصلوا على تلك المواد سلموها إلينا، حيث يتم توفير المساعدات لجميع السفن. وبين الحين والآخر يصعد مندوب روسي على متن السفينة ويسأل القبطان عما نحتاج من أدوية أو طعام وغيرها. وبعد التحدث إليه يدوّن ملاحظاته، ويجلبون إلينا ما نحتاج.
أود أن أنقل إلى بلدي وعائلتي وطاقم السفينة أننا بأمان هنا، ولا نعاني من أي مشكلات، ولدينا ما نحتاج من ماء وطعام ورعاية طبية بفضل مساعدة العسكريين الروس. نحن ننتظر إزالة الألغام من الممر، وبعد ذلك سنبحر على سفينتنا للعودة إلى بلادنا".
وختم القبطان حديثه بتقديم الشكر إلى الجيش الروسي على المساعدة التي قدمها له ولطاقمه.
وتفتح وزارة الدفاع الروسية يوميا ممرات بحرية إنسانية للسفن كي تغادر، بما في ذلك من ميناء خيرسون، إلا أن الجانب الأوكراني هو من لا يفرج عن السفن، ولا يقدم معلومات عن تلغيم الممرات الملاحية.
المصدر: RT