وقالت بوتورينا، وهي بروفيسورة جامعة البوليتكنيك في سان بطرسبورغ وصاحبة درجة الدكتوراه في حماية البيئة خلال صناعة المعادن، وأقامت حتى 2005 في ماريوبول حيث تعاونت مع "آزوفستال"، في حديث إلى RT: "آزوفستال كان كارثة بيئية لمدينة ماريوبول لا يجوز تكرارها الآن".
وأوضحت العالمة أن أنشطة "آزوفستال" كانت تشكل بحد ذاتها خطرا هائلا على البيئة، لافتة إلى أن المصنع صّرف إلى البحر كيلومترا مربعا من المياه الملوثة سنويا.
ولفتت إلى أن تلك المياه كانت معرضة للتلوث الحراري، ما كان يؤدي إلى موت العوالق.
وذكرت أن دراسات أجريت في عامي 1993 و1994 كشفت وضعا بيئيا مؤسفا في المنطقة، حيث كان نحو 90 بالمائة من قاع البحر مغطا بمركبات غير عضوية، لكن الوضع بدأ بالتحسن عندما تم تقليص عمليات الإنتاج في "آزوفستال" بشكل ملموس.
لكن في منتصف العقد الأول من القرن الـ21 تم استئناف الإنتاج في "آزوفستال" بالطاقات الكاملة، ما أسفر عن إعادة تلوث البحر.
ولفتت العالمة إلى أن الحوض الخاص بتخرين الحماة الذي تم فصله عن البحر بسد أصبح مكتظا حتى عام 2004، وبعد ذلك بدأ تسرب الحماة إلى البحر مباشرة ما أثر بشدة على البيئة.
وأكدت بوتورينا أن خبراء البيئة والمفتشين البحريين أبلغوا حكومة الرئيس السابق فيكتور يوشينكو بهذه القضية، لكن السلطات لم تتخذ أي إجراءات.
وأشارت إلى أن الوضع البيئية في المنطقة بدأ بالتحسن من جديد في الأشهر الأخيرة، على خلفية تعليق عمليات الإنتاج في "آزوفستال" بسبب الأعمال القتالية خلال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
كما أعربت العالمة عن قناعتها ببطلان المزاعم عن خطر انفجار حاوية تضم عشرات الأطنان من محلول كبريتيد الهيدروجين.
وقالت: "استمر إنتاج خبث المعادن على مدى عقود ظلت المدينة خلالها مغطاة بسحابة من كبريتيد الهيدروجين بالتزامن مع تصريف كبريتات الحديد إلى البحر، وذلك وسط سمت الجميع، والآن يثيرون ضجة ويتحدثون عن "كارثة بيئية"! إن الكارثة البيئية هي وجود مصنع "آزوفستال" على ساحل بحر آزوف الدافئ والشافي!"
وبعثت بوتورينا إلى رئيس جمهورية دونيتسك دينيس بوشيلين رسالة أعربت فيها عن تأييدها لرفض فكرة إعادة إعمار المصنع الذي لا يزال آخر معقل لقوات الحكومة الأوكرانية في ماريوبول.
المصدر: RT