ويبدو جليا أن واشنطن تخطط لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا، ومنع روسيا من تحقيق أهدافها المتمثلة في حماية حدودها من توسع الناتو، ومنع تحول أوكرانيا إلى خنجر للحلف في خاصرتها المباشرة، فجاءت حزمة مساعداتها الأخيرة غير المسبوقة والتي تقارب قيمتها 40 مليار دولار. ويقال إن الحزمة الموسعة تشمل 3.4 مليار مساعدات إضافية عسكرية.
وللمقارنة، تعمل الولايات المتحدة منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل على تقديم معونة سنوية لمصر بقيمة 2.1 مليار دولار، منها 1.3 مليار دولار معونة عسكرية، وأخرى بنفس المناسبة قدرها 3.3 مليارات دولار لإسرائيل.
وكانت واشنطن وحليفاتها قد سارعت فور تفجر الأزمة الأوكرانية إلى إرسال صواريخ ستينغر الامريكية المحمولة المضادة للجو، وصواريخ جافلين المضادة للدروع إلى أوكرانيا لإذكاء نيران الحرب في هذا البلد.
ويظهر "الهوس" الأمريكي بما يمكن وصفه بـ "عسكرة أوكرانيا" وبحماسها لزيادة لهيب الحرب هناك بصب الزيت على النار في إمدادها أوكرانيا بعدد 16 مروحية عسكرية من طراز "مي – 17"، كانت واشنطن اشترتها قبل أعوام لصالح الجيش الأفغاني.
يشار في هذا السياق إلى أن واشنطن تخصص مساعدات عسكرية لدول أخرى، حيث تلقى العراق في عام 2020 على سبيل المثال 548.1 مليون دولار، والأردن 503.9 مليون دولار، وأوكرانيا 284 مليون دولار، ولبنان 244.5 مليون دولار، والفلبين 165 مليون دولار، والصومال 138.3 مليون دولار، وتونس 102.1 مليون دولار.
ولم يتوقف هذا "السخاء" الأمريكي تجاه أوكرانيا عند هذا الحد بل تضغط واشنطن لدفع حلفائها وأصدقائها إلى مد كييف بالأسلحة.
ودفعت الولايات المتحدة عدة دول من أوروبا الشرقية إلى إرسال معدات عسكرية وأسلحة إلى أوكرانيا من بينهما منظومة دفاع جوي طراز "إس – 300" من سلوفاكيا، دمرها الجيش الروسي فور وصولها إلى مطار مدينة أوديسا الواقعة جنوب غربي البلاد.
وفي هذا الشأن، تحدثت وسائل إعلام يونانية بأن الإدارة الأمريكية تكثف ضغوطها على أثينا لإجبارها على التخلي لكييف عن صواريخ "إس-300" المضادة للجو، كانت اليونان اشترتها من روسيا.
ولم يتوقف الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا عند هذا الحد، حيث تلقت كييف من الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ما لا يقل، حسب التصريحات الرسمية، عن 8 مليارات دولار في شكل دعم عسكري، مع الإشارة إلى تواصل "الجهود" في هذا الاتجاه.
ويبدو أن الولايات المتحدة كما تعودت، تستعد لاستعادة المليارات التي أنفقتها على الأسلحة والعتاد العسكري الذي ترسله إلى أوكرانيا. ظهر ذلك في تصريح الرئيس الأمريكي الذي وضع عينه على مخازن الحبوب في أوكرانيا مشيرا إلى أن بلاده تبحث في كيفية سحبها من هناك و"إعادتها على الأسواق العالمية".
ولعل ذلك يشبه ما جرى، حين نجحت الاستخبارات الأمريكية في عام 1967 في التخلص من تشي غيفارا. حينها فتحت معامل في الولايات المتحدة تخصصت في إنتاج قمصان طبعت عليها صورة تشي غيفارا، وتحول "القتيل" إلى سلعة مربحة!
هذا الأمر تكرر في كل غزو أمريكي وفي كل انقلاب مدبر من قبلها، بعد أن تفننت في جعل الحروب تجارة مربحة راسخة بالداخل والخارج.
المصدر: RT