واعتبر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق (1973-1977) ومستشار الأمن القومي الأمريكي (1969-1675)، في مقابلة نشرت يوم الإثنين على الموقع الإلكتروني لصحيفة "فايننشال تايمز" أنه "يجب أن نفهم أن هناك اختلافات في الأيديولوجيا والتفسير [للحقائق بين الأنظمة الاستبدادية والديمقراطيات]. يجب أن نستخدم هذا الفهم، ونقيّم أهمية المشكلات التي تنشأ، ولا نجعلها نقطة مواجهة رئيسية، ما لم نكن على استعداد لجعل تغيير النظام هو الهدف الرئيسي لسياستنا".
وعبر كيسنجر عن اعتقاده أنه نظرا لتطور التكنولوجيا والقوة التدميرية الهائلة للأسلحة الموجودة الآن، "يمكن أن تفرض عدوانية [الدول الأخرى] علينا [الرغبة في تغيير النظام]، ولكن علينا تجنب المواقف حين نخلق هذه الظروف من خلال سلوكنا".
وأعرب الرئيس السابق للدبلوماسية الأمريكية عن قلقه من أن "كلا الجانبين (الدول الاستبدادية والديمقراطية) تكدس "أنواعا جديدة من الأسلحة المدمرة والمتطورة تقنيا بشكل متزايد، والتي يمكن أن يؤدي استخدامها إلى كارثة لم يكن من الممكن تصورها من قبل". وأشار كيسنجر إلى أن المجتمع الدولي يتجنب مناقشة الإجراء الذي سيكون ضروريا إذا تم استخدام مثل هذه الأسلحة، ولكن "في حقبة جديدة تماما، سيصبح الموضوع الذي تم تجاهله حتى الآن حتما أحد مواضيع الأجندة الدبلوماسية والعسكرية الجديدة"، مؤكدا أن هذا "سيكون تحديا".
كما لفت كيسنجر إلى أن التحالف بين روسيا والصين ككل، ليس في مصلحة الغرب، لكنه أعرب عن شكوكه في أن مثل هذه الشراكة يمكن أن تكون دائمة. كما أشار إلى الحاجة إلى مقاربات سياسية مختلفة تجاه موسكو وبكين حتى لا يجبروا على التقارب.
وقال: "سيتغير الوضع الجيوسياسي العالمي بشكل كبير بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا. امتلاك نفس المصالح في كل قضية محتملة ليس حالة طبيعية بالنسبة للصين وروسيا. لا أعتقد أنه يمكننا خلق خلافات محتملة، لكنني أعتقد أن الظروف سوف تخلقها".
وأعرب كيسنجر عن رأي مفاده أنه "بعد الحرب في أوكرانيا، سيتعين على روسيا على الأقل إعادة تقييم علاقتها مع أوروبا ونهجها العام تجاه الناتو"، مشيرا إلى أنه "من غير الحكمة اتخاذ موقف عدائي تجاه كلا الخصمين، والمساهمة في التقارب بينهما، وعندما نتبنى هذا المبدأ في علاقاتنا مع أوروبا ومناقشاتنا الداخلية، فإن التاريخ، كما أعتقد، سيوفر لنا فرصا لتطبيق نهج متعدد".
وبرأي كيسنجر، تفكر الصين الآن في كيفية تجنب الوضع الذي وجدت فيه روسيا نفسها تحت ضغط عقوبات شديدة، وتجنب رد متماسك من "جزء كبير من العالم" في حالة حدوث أزمة في العلاقات بين بكين والعواصم الغربية.
المصدر: تاس