وأكدت أن هذه السياسة "محكوم عليها بالفشل وأن أمريكا بصفتها "الراعي الرسمي لإشعال وتأجيج الصراع في أوكرانيا"، تعمل حاليا على تشكيل تحالف أوسع "مناهض لروسيا" بكسب الحلفاء الأوروبيين واستقطاب بعض الدول الآسيوية إلى هذا التحالف.
وذكر التقرير أن واشنطن تستخدم التهديد ضد دول آسيا في محاولة منها لجرها إلى هذا التحالف، حيث تقول لهذه الدول: "من لن يلتحق بالعقوبات المفروضة ضد روسيا، سيعاني من عواقب وخيمة".
وأوضحت أن تكوين "جماعات صغيرة" وصنع "أعداء وهميين" وخلق مواجهات بين المعسكرات المختلفة هي الاستراتيجيات المعتادة للولايات المتحدة.
وأضافت الشبكة أن واشنطن في هذا الإطار حشدت "تحالف العيون الخمس" و"الآلية الرباعية للولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا" و"الشراكة الأمنية الثلاثية مع المملكة المتحدة وأستراليا" وغيرها من "الجماعات الصغيرة"، إضافة إلى إثارة المواجهات الأيديولوجية حول العديد من القضايا مثل حقوق الإنسان والاقتصاد والتجارة ومكافحة الوباء، ومحاولة المبالغة في "منافسة الدول الكبرى" و"نظرية التهديد الصيني"، وأنه يمثل أكبر عقبة أمام السلام والاستقرار الإقليميين.
وأفادت الشبكة الصينية بأن وثيقة "إستراتيجية الولايات المتحدة للمحيطين الهندي والهادئ" التي أصدرها البيت الأبيض في فبراير الماضي كشفت أنها ستركز على جميع أركان منطقتي المحيطين الهندي والهادئ من جنوب آسيا إلى جزر المحيط الهادئ، مشددة على أهمية تعزيز علاقات التحالف والردع العسكري والادعاء دون خجل أن ذلك "قوة ردع شاملة" و"تهيئة البيئة الاستراتيجية المحيطة بالصين".
وأكدت أن "استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ" التي تتبناها الولايات المتحدة هي عبارة عن تشكيل مواجهات بين المعسكرات المختلفة، أثارت الخدعة التي تستخدمها واشنطن والقائمة على سياسة الكتلة لاحتواء "المعارضين الإستراتيجيين" والحفاظ على هيمنتها، يقظة عالية الدول الآسيوية.
وشددت على أن الدول الآسيوية تدرك جيدا أن المواجهة بين المعسكرات لن تؤدي إلا إلى نتائج مأساوية، حيث كانت آسيا غارقة في المواجهة بين معسكرين لفترة طويلة خلال الحرب الباردة، وظل الوضع الجيوسياسي متوترا، حتى اندلعت النزاعات الإقليمية، أما بعد الحرب الباردة، فطالما اتبعت الولايات المتحدة "دبلوماسية القيم" في منطقة الشرق الأوسط، حيث تم تشكيل تحالفات عسكرية وخلق صراعات إقليمية وتفريق دول الشرق الأوسط عمدا، مما جعل الصدمات والاضطرابات تستمر في المنطقة إلى يومنا هذا.
وأضافت أن أوروبا لم تهرب من هذا المصير أيضا، حيث يستمر تحالف الناتو العسكري بقيادة الولايات المتحدة في التوسع شرقا، ويضغط باستمرار على الأمن الاستراتيجي لروسيا، ليؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى اندلاع صراع بين روسيا وأوكرانيا.
واشارت إلى أن الغالبية العظمى من الدول الآسيوية لا تتمنى تكرار المواجهات بين المعسكرات في آسيا، حيث لم تفرض دول مثل الهند وإسرائيل وقطر والسعودية عقوبات على روسيا كما فعلت الولايات المتحدة، بينما أدركت المزيد من الدول الآسيوية أن عقلية الحرب الباردة والمواجهات بين المعسكرات تتعارض مع اتجاه العصر.
واختتمت الشبكة الصينية تقريرها: "في الوقت الحاضر، تواجه المنطقة الآسيوية تحديات متعددة منها إعادة تفشي الوباء والانتعاش الاقتصادي البطيء وانتعاش سلسلة التوريد الهشة، فمن تحتاجهم الدول الآسيوية هم بناة السلام والمساهمون في التنمية والمحافظون على النظام، لا دعاة الدمار ومختلقي الأزمات".
وأكدت أن التوجه السياسي للولايات المتحدة في خلق المواجهات بين المعسكرات يتعارض مع الرؤية المشتركة للتنمية السلمية لدول المنطقة، لذلك فهو محكوم عليه بالفشل.
المصدر: شبكة تلفزيون الصين الحكومية