وقال لافروف، في كلمة ألقاها اليوم الأربعاء أمام معلمي وطلبة معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية: "ما يجري في العالم حاليا لا يخص أوكرانيا وحدها بطبيعة الحال، بل إنه محاولات لإنشاء نظام عالمي جديد".
وتابع: "لم يعد لدي أي شكوك في أن إحدى القواعد التي يحاول الغرب تطبيقها الآن، عندما نتابع ذروة النزاع الأوكراني، هي ردع أي منافس. الآن يدور الحديث عن روسيا، والصين ستأتي لاحقا، ويكمن هدف نموذج النظام العالمي هذا في إحياء العالم أحادي القطب بالكامل".
وأشار لافروف إلى أن الولايات المتحدة في هذا النظام العالمي الجديد تسعى إلى الهيمنة على الصعيد الدولي، متهما الغرب بالسعي إلى استبدال القانون الدولي بـ"النظام العالمي المبني على القواعد"، لافتا إلى أن هذه القواعد لا وجود لها في الواقع، بل يجري إعدادها في كل حالة من قبل مجموعة ضيقة من الدول.
وشدد الوزير على أن هدف الغرب يكمن في ردع روسيا وأي دولة أخرى تمارس السياسات الخارجية المستقلة، مضيفا أن حلف الناتو "اختار أوكرانيا كآلية لقمع استقلالية روسيا".
وتطرق لافروف إلى العقوبات غير المسبوقة المفروضة على روسيا في ظل عمليتها العسكرية الحالية في أوكرانيا، مشيرا إلى أنها لا تستهدف قيادة روسيا، فحسب بل اقتصاد البلاد بالكامل.
وقال لافروف إن "الغرب المتحضر تلقى تعليمات بمهاجمة كل ما يتعلق بروسيا"، وتابع: "يأتي كل ذلك من أجل تطبيق آمال الغرب في إزالة العائق الذي تشكله روسيا أمام جهود بناء العالم أحادي الجانب".
ولفت لافروف إلى أن الجولة الأخيرة من النزاع في أوكرانيا لم تنطلق ببدء روسيا عمليتها العسكرية في أراضي هذا البلد في 24 فبراير الماضي، بل برفض الغرب مطالب موسكو لوضع نظام ضمانات أمنية ملزمة قانونيا بغية تطبيق مبدأ الأمن المشترك غير القابل للتجزئة.
وقال الوزير إن روسيا تملك وثائق تؤكد بوضوح أن الحكومة الأوكرانية قبل بدء العملية كانت تحضر لشن هجوم واسع النطاق بغية استعادة السيطرة على منطقة دونباس بالقوة.
وذكر لافروف أن المفاوضات الجارية حاليا مع الحكومة الأوكرانية تتقدم ببطء، محملا كييف المسؤولية عن تغيير مواقفها باستمرار ومراجعة اقتراحاتها.
ورجح الوزير أن سبب ذلك يكمن في خضوع الحكومة الأوكرانية لإملاءات واشنطن، لافتا إلى أن الولايات المتحدة ليست مهتمة بإنهاء الصراع على وجه السرعة، بل باستمراره من أجل مواصلة ضخ أسلحة بكميات هائلة إلى حكومة كييف.
وحذر لافروف من أن أي خطوات من قبل الناتو في سبيل نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا كانت ستؤدي إلى اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، وعلق على اقتراحات بولندية في هذا الشأن بالقول: "آمل أنهم يفهمون ما يتحدثون عنه".
المصدر: وكالات