وقال موتوفومي أساي خلال ندوة عبر الإنترنت لمركز أبحاث تايهي حول تأثير الصراع الروسي الأوكراني على الوضع في شرق آسيا: "الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي هما الجانيان الرئيسيان في الأزمة الأوكرانية. والسبب الرئيس للصراع بين روسيا وأوكرانيا هو الترويج غير العقلاني لتوسع الناتو إلى الشرق. كان من الممكن تجنب النزاع الروسي الأوكراني لو أن الولايات المتحدة وحلف الناتو قبلا مقترحات روسيا الأمنية وضمنا أن أوكرانيا ستستمر في كونها منطقة عازلة استراتيجية لروسيا".
وأشار الأكاديمي الياباني إلى أن النزاع بين روسيا وأوكرانيا يظهر أيضا أن وسائل الإعلام الغربية لا تزال تتمتع "بهيمنة ساحقة" على الرأي العام الدولي، وأن الصين تواجه مهمة صعبة من جهة كسر هذا النفوذ.
أما ليو جيانغيونغ، الأستاذ بمعهد العلاقات الدولية المعاصرة في جامعة تسينغهوا في بكين، فعبر عن اعتقاده بأن "النزاع الروسي الأوكراني كان من الممكن منعه، لكن اندلاعه في النهاية كان حتميا"، مضيفا تشديده على أن "أوكرانيا في هذا النزاع ليست لاعب شطرنج، لكنها بيدق، أوبيدق مهمل، وأن النزاع الروسي الأوكراني يتميز بخصائص الحرب الجيوسياسية بالوكالة، وفي نفس الوقت بالحرب الهجينة التي تشمل المجالات العسكرية والدبلوماسية، والرأي العام، والاقتصاد، والتمويل، والتكنولوجيا، وعلم النفس ومجالات أخرى".
وأكد الأكاديمي المتخصص أن "النزاع الروسي الأوكراني له تداعيات على السلام والأمن في شرق آسيا: أولا، يجب على السياسيين في جميع البلدان التخلي عن سياسات القوة الواقعية والتفكير الجيوستراتيجي التقليدي الذي عفا عليه الزمن. ثانيا، يجب على شرق آسيا منع الأزمة الأمنية والكوارث التي تسببها التعددية العنيفة وتشكيل مفهوم جديد للأمن العالمي المشترك والمستدام".
ورصد السفير الياباني السابق في أوزبكستان وإيران، ماجوساكي أوكيرو، أن "اليابان غارقة حاليا في خطاب يدعو إلى الإدانة العالمية والعقوبات ضد روسيا، وأي شخص يعبر عن رأي مختلف سيكون تحت الضغط، لكن في الواقع، توسع الناتو شرقاً هو خطوة خاطئة".
ولفت الدبلوماسي الياباني السابق إلى أن "روسيا تعاني من عقوبات مختلفة لا تؤثر فقط على الحكومة الروسية، بل تؤثر أيضا على المواطنين الروس العاديين، وهذا أيضا نهج خاطئ. لم تستجب حكومة الولايات المتحدة لتحذيرات جورج كينان وهنري كيسنجر وجاك ماتلوك وآخرين، ولم تتبع مقترحاتهم في السعي لتحقيق الاستقرار. وبدلا من ذلك، قررت الولايات المتحدة مواجهة روسيا وجها لوجه، وشنت حرباً باردة جديدة ضد روسيا".
المصدر: نوفوستي